حجم الخط:
ع
ع
ع
بداية لابد من التأكيد على اننى من ابرز المؤيدين لسياسات المقاطعة من جانب المستهلكين ضد اى إبتزاز او جشع .. او سوء فى مستوى الخدمة .. على جميع المستويات .. وفى اكثر من مناسبة طالبت المستهلك اكثر من مرة ان يستخدم حقه بصفته العنصر الاكثر قوة فى المعادلة البيعية .. من خلال مقالات يمكن الاطلاع عليها من خلال موقع عالم السيارات .
ومن هذا المنطلق ارى أحقية المستهلكين فى إنشاء جروبات تستهدف التوعية والتحذير والمقاطعة اذا إستدعى الامر .. مثل جروب "خليها تصدى " والذى بات من أشهر وانشط الجروبات . ولكن لى تحفظ على أمرين .. أولهما ردود افعال معظم أعضاء الجروب تجاه كل من يخالف آراءهم او طموحاتهم .. بشكل يذكرنا بأجواء 25 يناير _ كل من ليس معنا فاسداً او جاهلا _ وللاسف تستخدم احيانا الفاظ خارجة واتهامات تمس الشرف والامانة .
التحفظ الثاني اطرحه من خلال سؤال .. هل اسعار السيارات تستحق ان تتحول الى قضية ساعة ؟ هل تعلمون ان اجمالى مبيعات سوق السيارات فى مصر لن يتجاوز العام الماضى حاجز ال 200 الف سيارة ؟ هل من الاولى تسليط الضوء على أرباح قطاع يخاطب شرائح محدودة فى المجتمع _ ليس فى مصر فقط _ .. قطاع يبيع 200 الف سيارة فى بلد تعدادها تخطى ال مئة مليون نسمة !! رغم وجود قطاعات تقدم خدمات إستراتيجية وباتت تسيطر على مقدرات ومدخرات كل بيت فى مصر .. مثل قطاع التعليم الخاص الذى يأكل الأخضر واليابس من دم كل أسرة فى مصر ؟ لا اعلم الرقم المحدد لعدد طلاب المدارس الخاصة فى مصر ولكن أظن انه لا يقل عن 25 مليون بأى حال من الأحوال .
صدقونى .. اقسم بالله اننى لست ضدكم .. ولا أسعى لانتحال سمة المحامى المدافع عن الوكلاء .. لاننى ادرك جيداً ان البعض منهم يستحق أضعاف مما يتم معه من خلالكم ومن خلال الجروبات الشبيهة .. ولكن هذه النوعية من الوكلاء لا تتسم بالجشع بقدر ما تتسم بالغباء فى إدارة العلامة التجارية . لان التاريخ يؤكد ان التجارب الاكثر نجاحا فى قطاع السيارات .. هى التجارب التى نجحت فى تسعير طرازاتها بما يتوافق مع قدرات ورغبات الشرائح المستهدفة .. وفى الوقت ذاته حرصت على تدعيم وتعزيز العلامة التجارية بخدمات تتسم بالجودة العالية والسعر المناسب
وفى المقابل فإن كل التجارب الفاشلة نتجت أيضاً من سوء التسعير وسوء الخدمات .. وانا اعتبر هذا جهلاً وغباءاً اكثر منه جشعاً .. والدليل على ذلك وجود علامات تجارية عريقة مكسرة الدنيا عالمياً ولكنها تتذيل القائمة على المستوى المحلى
بوجه عام فان المنافسة فى ظل رقابة رشيدة ووعى وادراك من جانب المستهلك تضمن توفير اعظم خدمة باقل سعر .. اعلم وأدرك مدى عشق المصريين خاصة الشباب للسيارات .. وان حلم إقتناء سيارة حلم يراود الجميع .. وأننا على مدى عقدين طالما حلمنا باللحظة التى سوف تصبح الجمارك فيها صفر .. ولكن من سوء حظنا ان هذه اللحظة واكبت وصول العملات الأجنبية لمستوى مرتفع جدا اثر بطبيعة الحال على اجمالى سعر السيارة .. هل تتخيل عزيزى ان سعر السيارة المرسيدس E300 كان سنة 2000 حوالى 350 الف جنيه رغم عدم وجود اى خصومات جمركية فى تلك الفترة .. يعنى بالبلدى كدة سعر الصرف هو المتحكم الأعظم فى سعر السيارة .
وختاماً اتمنى ان تكون رسالتى واضحة وأحلم باللحظة التى ارى فيها جروبات شبيهة بجروب " خليها تصدى " تتصدى لجشع وإبتزاز التعليم الخاص فى مصر