سوق السيارات فى مصر سوق مالوش كتالوج .. إشاعة او قرار مفاجىء كفيل بان يقلبه رأس على عقب .. هل يعقل ان تعود ظاهرة الأوفر برايس بهذا الشكل فى ظل هذه الظروف التى تخيم على الأوضاع الاقتصادية فى مصر ؟ عزيزي المستهلك أو المواطن .. انت مين ؟ انت من يجرى ويتزاحم ويتصارع على محطات البنزين قبل أي زيادة محتملة في أسعار الوقود عشان توفر 40 جنيه قبل اعتماد الأسعار الجديدة ولا انت اللي بتدفع 40 الف جنيه فى عربية اوفر برايس ؟ انت مين فيهم ؟
لكن الأمر المثير للدهشة هذه المرة هو سيطرة هذه الظاهرة على معظم العلامات التجارية الموجودة بالسوق المصرى وليس على علامة او طراز بعينه !! حتى بعض العلامات الصينية الناشئة طالتها هذه الظاهرة بعد أن أدرك ممثليها أن التعطيش بات من أبرز الأركان التسويقية التى تجذب المستهلكين فى مصر .
هل نتخيل أن احدى العلامات التجارية التى تم اطلاقها فى الفترات الاخيرة بالسوق المصرى لا تملك مركزاً للصيانة وفقاً للمعايير العلمية وبرغم هذا بعض طرازاتها تباع بأعلى من اسعارها الرسمية بمبالغ تتجاوز حاجز ال ال 50 الف جنيه !! كيف يحدث هذا فى وقت بات فيه متوسط سعر السيارة العادية التى تخاطب الشريحة المتوسطة فى حدود ال 300 الف جنيه ؟ هذا المبلغ يا سادة كان حتى عامين مضوا يؤمن لك شراء سيارة تنتمي إلى العلامات التجارية الفاخرة .
ادرك كغيرى من جموع المصريين حجم التغير الذي حدث ولكن على الأقل قبل أن تتخذ قرار نهائي بالشراء اسأل بل اذهب للاطلاع بنفسك على مراكز الصيانة الخاصة بالعلامة التجارية التى وقع اختيارك عليها وتعرف على مدى توفر و اسعار بعض قطع الغيار .. اسأل العملاء السابقون واتخذ قرارك وفقاً لمعلومات واقعية . وهذا الأمر لا ينطبق على العلامات الجديدة التى دخلت السوق فحسب بل على اى علامة تجارية .
ولذا فأنا ألقى بالمسئولية فى هذا الشأن على المستهلك لانه الطرف الاقوى فى العملية البيعية ولا يصح ان يرضخ لهذه الممارسات او يقبل بان تفرض عليه أنظمة بيعية من جانب الطرف البائع سواء كان الوكيل او الموزع . وايضاً لا أنكر ان السياسات الخاطئة من جانب بعض الوكلاء دفعت ببعض الموزعين للبيع بنظام الأوفر برايس من منطلق الحصة التى يفرضها عليه الوكيل بتوريطه فى طرازات يعلم الوكيل مسبقاً انها سوف تباع باقل من الاسعار الرسمية !!
بوجه عام أكرر للمرة العشرين بعد المئة ان المستهلك هو الطرف الاقوى فى العملية البيعية وعليه ان يتمتع بالقدر الكافي من الوعي والإدراك اثناء تأهبه لإتخاذ القرار النهائي بالشراء .. انت الوحيد القادر على التصدى لاى ممارسات او ظواهر سلبية وليس من حق الطرف الاخر ان يفرض عليك أي امر سواء كان متعلقاً بالسعر او فرض نظام محدد للسداد .. البدائل متاحة وقد تكون أفضل .. اللهم بلغت