حجم الخط:
ع
ع
ع
قناعتى وايمانى بصناعة السيارات الصينية لا تقبل الشك .. اتفق تماما مع تحليلات الخبراء التى تؤكد انه بحلول عام 2020 سوف تتخطى السيارات الصينية مثيلاتها الكورية .. ادرك عن يقين ان الشركات الصينية هى الاكثر استعدادا وتأهباً للإستثمار فى مصر
وقناعتى هذه مبنية على واقع فعلى شاهدته من خلال زياراتى المتعددة لأكثر من مصنع للسيارات فى الصين لعلامات تجارية مختلفة .. وأيضاً لمراكز البحوث والتطوير (R&D ) لهذه العلامات وانبهرت برؤيتهم المستقبلية والمشاريع والخطط الطموحة للطرازات المزمع طرحها مستقبلاً والتى سوف تقفز بهم الى مستوى يفوق خيالنا .
هذا على المستوى العالمي ولكن على المستوى المحلى ارى الامر مختلفاً الى حد كبير نتيجة كثير من الصعوبات التى تعوق استحواذ السيارات الصينية على نصيب محترم من اجمالى مبيعات السيارات فى السوق المصرى .
اول هذه الصعوبات هى المنافسة السعرية التى تواجهها السيارات الصينية امام العلامات التجارية الاخرى خاصة المصنوعة فى أوروبا والتى تتمتع بخصومات جمركية لا تتمتع بها السيارات القادمة من الصين .. والغريب ان معظم وكلاء العلامات التجارية الصينية فى مصر يقومون بتسعير طرازاتهم وفقاً للعلامات الصينية المنافسة !! ولكن المستهلك يحدد خياراته وفقاً لقدراته المادية ويقارن بين جميع الطرازات التى تتفق مع هذه القدرات .
ثانى هذه الصعوبات يتمثل فى سياسة الشركات الام فى الصين فيما يتعلق بتسعير طرازاتهم خاصة فى الفترات الأخيرة ..الصانع الصيني الان يظن انه لا يقل عن الصانع الكورى .. بل ان طموحاته تتجاوز هذه الحدود بكثير .. ولذا فأنهم تخلوا عن سياسة الاعتماد على المنافسة السعرية التى كانت تميزهم .. من منطلق إعطاء العلامة التجارية الصينية مزيد من الايمدج والتعزيز .. واظن ان هذه السياسة لا تتفق مع طبيعة المستهلك المصرى فى الوقت الراهن سواء من الناحية الاقتصادية او نتيجة عدم ثقته الكاملة فى الصناعة الصينية ولذا فان عامل السعر لابد وان يكون جاذباً بشكل ملحوظ .
ثالث الصعوبات لعبة الكراسى الموسيقية بين وكلاء العلامات الصينية فى مصر نتيجة عدم احترام الشركات الصينية لعقود الوكالة وفتح باب التفاوض مع اخرين اثناء سريان عقودهم مع ممثلين لهم فى مصر .. نتيجة تعجل النتائج فيما يتعلق بحجم المبيعات . ويظن البعض انه يملك عقود حصرية ولكن للاسف فان القانون التجارى الصيني يحتوى على بعض النصوص التى تتيح للصانع الصيني اعتماد اكثر من وكيل او موزع فى القطر الواحد .. ومن المنتظر ان تشهد الأيام القادمة مفاجأت من العيار الثقيل فى هذا الشأن .
اخر هذه الصعوبات وأكثرها أهمية من وجهة نظرى هو عدم اهتمام بعض وكلاء العلامات الصينية فى مصر بخدمات ما بعد البيع .. وعدم القدرة على التعامل مع مشاكل الصيانة .. التى قد تكون طبيعية فى بعض الأحيان ولكن عدم الثقة الكاملة من جانب المستهلك يخلق عنده شعوراً سريعاً بان الامر متعلق بعيوب فى الصناعة .. وفى غضون لحظات يطلق تحذيراته عبر السوشيال ميديا ليس من العلامة التجارية فحسب ولكن من اى سيارة صينية بوجه عام .. يعنى السيئة تعم رغم وجود وكلاء محترمين للعلامات الصينية فى مصر .
الخلاصة ارى انه بات من الضروري ان تقوم الشركات الام فى الصين بتعديل سياساتها فى مصر على مستوى جميع الاصعدة .. بعدم التعجل فى اختيار وكلائهم فى مصر والتركيز على من يمتلكون إمكانيات مادية وإدارية ورؤى مستقبلية واحترام العقود المحررة معهم ، تسعير منافس ، تدعيم الحملات الترويجية لترسيخ وتعزيز العلامات التجارية ، وضع استراتيجيات بعيدة المدى بينهم وبين ممثليهم فى مصر لإقامة مشروعات صناعية مشتركة للاستفادة من الاتفاقيات الدولية الموقعة من جانب مصر