حجم الخط:
ع
ع
ع
مليارات الدولارات تنفقها شركات السيارات العالمية _ خاصة الشركات الألمانية _ نظير تحقيق اعلى معدلات من الأمن والسلامة فى طرازاتهم .. وأبرزهم _ مرسيدس ? بى أم ? أودى _ هذه العلامات لا تسمح بتقديم أية تنازلات تخص هذا الشأن .. لأنها مسؤولية إنسانية قبل ان تكون عنصر جذب لتعزيز العلامة التجارية .
هل نحن أمناء على أنفسنا وعلى ارواحنا بنفس قدر حرص هذه الشركات علينا ؟
لماذا يحرص الصانع الأجنبي على كف الأذى والضرر علينا بينما هانت علينا ارواحنا بالإهمال وعدم المبالاة ؟
هل سيرك عكس الاتجاه لتوفير 20 او 30 متر يساوى إذهاق روح ؟
قد تنجح فى الفرار من القوانين الوضعية ولكن كيف ستفعل يوم الحساب ؟
هل القانون او القائمون على تنفيذه قصرا فى مواجهة هذه المخالفة ؟
هل للمواطن دور فى التصدي لهذه المخالفة ؟
اظنها استفسارات تجيب على نفسها ولكن احب ان اسجل رايى الشخصي فى اخر سؤالين .. عقوبة السير عكس الاتجاه هى اكثر العقوبات تغليظا فى قانون المروري ورجال المرور فى هذا الشأن تحديدا لا يتهاونون ولكن ليس مطلوب من رجل المرور ان يتواجد 24 ساعة فى اليوم وتسند لهم خدمات فى كل شارع وحارة للتصدي لهذه المخالفة .. فهم يتعرضون لظلم بين فى هذا الشأن فاقل فرد امن فى ينتمى لإدارة المرور يعمل 16 ساعة فى اليوم .. ولذا ارى اننا كمواطنين لابد وان نتسم بالإيجابية فى هذا الشأن فى حال مشاهدتنا الى سيارة تسير عكس الاتجاه .. سهل اوى انك تصورها .. ما شاء الله اجهزة المحمول بات تتمتع بامكانيات تكنولوجيا تتخطى ما الجهاز الذى اقتنصه جمعة الشوال من الموساد فى منتصف السبعينات . وبعد ما تصورها ارسلها لإدارة المرور
اعلم انه إذا لم نشارك جميعاً فى التصدي لهذه المخالفات فإننا معرضون فى اى لحظة للهلاك بواسطة سيارة تسير عكس الاتجاه
افتح هذا الملف على خلفية النبأ الحزين بل المفجع _ لمقتل _ رجل الأعمال الشاب _ خالد بشارة _ وقد ينزعج البعض او يندهش من إشارتى بانه قتل من منطلق انه حادث سيارة _ ولكن بقليل من المنطق سوف نكتشف انه قتل .. لان الوفاه لم تحدث نتيجة إنقلاب مفاجىء او اصطدام جانبي بسيارة أخرى او اصطدام بجسم اخر او حتى اصطدام من الخلف بسبب رعونة سائق او عوامل جوية اثرت سلباً على الرؤية .. بل ان الحادث الذى ادى الى الوفاة تم بواسطة سيارة نصف نقل تسير عكس الاتجاه .. ويقودها شخص تدعى هويته الشخصية ورخصة القيادة انه شخص عاقل ومتزن .. وقبل ان يحصل على رخصة القيادة تجاوز اختبار الإشارات .. التى من أهمها عدم السير عكس الاتجاه ..
وهنا نحن أمام أمرين .. أما ان يكون من فعل هذا قاتلاً مع سبق الإصرار والترصد .. وإما ان يكون العيب على مصانع السيارات العالمية لانها لم تقترب فى أبحاثها المتعلقة بعوامل الأمان الى ان من يشترى طرازاتهم قد يواجه سيارة تسير عكس الاتجاه !! لماذا لم يفطنوا الى ان بعض الأسواق التى يروجون فيها لطرازاتهم تنتشر فيها هذه الظاهرة ؟
ان الحبس والغرامة المغلظة وسحب رخصة القيادة لا يكفوا لمواجهة هذه الظاهرة .. الأمر يستدعى سن مزيد من التشريعات مع مشاركة ويقظة شعبية لتكثيف الرقابة على سلوك لم ولن يفلح فى مواجهته اعتى صناع السيارات فى العالم للتصدي له