حجم الخط:
ع
ع
ع
وفقاً لتقديري فإن صحافة السيارات المطبوعة فى مصر مرت بأربعة مراحل
_ الاولى بواسطة الاستاذ / حسن المغربى من خلال تمثيله الإعلامى والإعلانى لمجلة سبور اوتو وذلك فى منتصف الثمانينات .. سبور اوتو عشقها وتعلم من صفحاتها وأبوابها اجيال متعاقبة معظمهم الان قيادات كبيرة فى شركات السيارات .. والبعض عشق رياضة السيارات من خلال انفراداتها بتغطية الأحداث الرياضية وبرز ولمع الكثير منهم فى رياضة السيارات محليا وفقاً للظروف المتاحة . ولكن المبهر هنا ان المغربى كما كان هو صاحب المبادرة فى نشر صحافة السيارات كان صاحب مبادرة المغادرة والاعتزال بإرادته فى ضوء العديد من التحديات التى تواجه الصحافة المطبوعة وعدم رضاه عن السياسة الحالية التى تتبعها معظم شركات السيارات فيما يخص علاقاتهم بالصحفيين
اما المرحلة الثانية من وجهة نظرى فكانت بواسطة شركة رادا للابحاث والعلاقات العامة او حليم .. وكلاهما وجهان لعملة واحدة .. حليم مدير عام شركة رادا اول من ساهم من خلال رادا فى تطبيق مفهوم تجارب القيادة داخلياً وخارجياً وبأساليب مبتكرة .. من خلال أنشطة إعلامية متعددة خلال العام .
ورغم انه منوط بتثمين علامة تجارية محددة الا ان دوره خرج من هذا الإطار وساهم من خلال أنشطة تسويقية مبتكرة فى تطوير صحافة السيارات .. لدرجة انه استضاف صحفي سيارات امريكى شهير فى بداية الألفية الحالية لتطوير مفاهيم وقدرات ممثلى صحافة السيارات فى مصر .. ويحسب لرادا أيضاً انها اول من رسخ لفكر الترويج والتنشيط من خلال المادة الإعلامية وليس الإعلانية كما هو معتاد .. الامر الذى ساهم فى ان تصبح علامة جيب التجارية بمثابة ترجمة فعلية لسيارات 4*4 عند المستهلك المصرى .. وفى هذا الصدد لا يجب ان نغفل دور العظيمة لولا زقلمة مؤسسة شركة رادا وايضاً فرق العمل المتعاقبة التى مثلت رادا على مدى علاقتها بصحافة السيارات .
المرحلة الثالثة من خلال مؤسسة الأهرام العريقة .. اول مؤسسة صحفية تخصص صفحات للسيارات قبل ان تخصص ملحقا للسيارات فى نهاية التسعينات .. اختيار يوم الجمعة موعداً أسبوعيا لصدور الملحق ساهم فى نجاح الملحق نظراً لارتباطه بالعدد الاسبوعي الثرى والأكثر توزيعاً على مستوى مصر والشرق الأوسط .. وايضاً لان يوم الجمعة هو الانسب لتنفيذ قرارات المستهلك الراغب فى شراء سيارة .. وتعد الصفحات المبوبة المخصصة للسيارات المستعملة بمثابة مادة جاذبة للقراء بشكل عام حتى لمن لا يفكر فى شراء سيارة .. ولكن من منطلق انها بورصة أسبوعية لاسعار السيارات .. كما ان ملحق سيارات الأهرام أنفرد على مدى تاريخه وحتى الان ببعض الأبواب التحريرية التى تجذب قطاعات كبيرة من القرّاء
اما المرحلة الرابعة والاخيرة فكانت بواسطة الكاتب الصحفى المخضرم / خالد اباظة .. والذى تميز بموهبته ورؤيته غير التقليدية فى صناعة وتطوير ملاحق السيارات .. رغم انه ينتمى أصلا للصحافة الرياضية ولكن عندما اتيحت له الفرصة استطاع ان يقفز بملحق سيارات اخبار اليوم الى الصدارة .. و تأتى تجربة المصرى اليوم بمثابة التحدى الأكثر صعوبة لاباظة فى ضوء العديد من المعوقات التى واجهها من جانب وظروف السوق السيئة من جانب اخر .. وبالرغم من ذلك تجاوز اباظة هذا الظروف وحقق مع المصرى اليوم تفوقاً ملحوظاً .. وبات رمزا للنجاح حتى من وجهة نظر بعض الرافضين لسياسته فلم ينكروا تميزه وقدراته القيادية فى صناعة صحافة سيارات ناجحة ومتميزة ..
وختاما لا يجب أن ننسى دور الراحل الأستاذ/ سمير العابدى صاحب ومؤسس مجلة سوق السيارات اول مجلة مصرية متخصصة فى السيارات .. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه فى ختام هذا الاستعراض هو :
هل تستطيع الصحافة المطبوعة ان تظل صامدة امام الصحافة الإليكترونية ؟!
من وجهة نظرى بعضها يستطيع فى حالة وحيدة سوف اعبر عنها فى مقال اخر بمشيئة الله