حجم الخط:
ع
ع
ع
اذا ادرك كل صاحب نشاط تجارى او صناعى القيمة الحقيقية لخدمات مابعد البيع سوف يحقق نجاحاً وتفوقاً كبيراً .. وقد يصل الى مرحلة ما تساعده على الاستغناء عن الأنشطة التسويقية والترويجية من منطلق الدعاية الحسنة التى سوف تنشأ وتنتقل بين عملائه .
لهذا السبب اندهشت جداً من موقف غريب اتخذه هشام القصراوى العضو المنتدب للشركة المتحدة لتجارة السيارات تجاه احد عملاء هايما .. لانه موقف لم نعتاد عليه سواء فى مراكز خدمة السيارات او اى قطاع اخر ..
احد مالكى السيارة هايما M3 تعرض لحادث تصادم عنيف فى مقدمة السيارة نتج عنه تلف فى جزء كبير من المقدمة .. وبطبيعة الحال وصلت تكلفة الإصلاح الى مبلغ ضخم .. ودون ان يطلب العميل تم عرض الامر على العضو المنتدب .. اعترض القصراوى على قيمة الفاتورة وطلب من مدير مركز الصيانة تخفيض قيمة الفاتورة .. لانه يرى ان فاتورة بهذه القيمة رغم ان الجزء الأكبر منها عبارة عن قطع غيار الا ان قيمتها المرتفعة قد تضر بسمعة العلامة التجارية وهى مازالت فى مرحلة النمو .. حاول رئيس قطاع خدمات ما بعد البيع لعلامة هايما ان يقنعه بان العميل نفسه لم يعترض فى ضوء الحالة التى كانت عليها السيارة عقب الحادث.. ولكنه اصر على موقفه بعمل خصماً كبيراً بلغ 45% من اجمالى قيمة الفاتورة !!! الامر الذى أدهش مدير المركز لان هذا الخصم يتجاوز أرباح المركز بكثير !!!
قد يكون هشام القصراوى قد تصرف بهذا الشكل بدافع انسانى _ الله اعلم بنيته _ وقد يرى الكثيرون انه تصرفه خاطىء لانه سوف يعرض شركته لخسائر مالية ..
ولكن انا أراه تصرفاً عبقرياً يعكس مدى ما يتمتع به من خبرة وبعد نظر حول كيفية الوصول بالعميل الى أقصى درجات الرضى .. وتحويله من عميل الى مندوب للدعاية لشركته ..وهذا الموقف تحديدا ذكرنى بكتاب عنوانه " كيف تجعل عميل اول مرة عميلاً مدى الحياة " لكاتب يهودى امريكى كان يمتلك وكالة لبيع وصيانة السيارات لدرجة انه وصل الى مرحلة استغنى فيها عن جميع الأنشطة الإعلانية والترويجية لانه اعتمد على فكر الدعاية الحسنة .. وهو ما تم تطبيقه من جانب العضو المنتدب لشركة هايما .
شكراً لهشام القصراوى على هذه الدرس الذى قدمه لنا بهذا التصرف .. ولكن اخشى ان يدفعه نجاحه فى هذه السياسة الى الاستغناء عن الأنشطة التسويقية إسوة بمؤلف الكتاب