دون أن يتهمنا طرف بالتحيز لطرف ضد أخر، حاولنا رصد أخر مستجدات ما يحدث فى قطاع السيارات خلال الفترة الأخيرة، فأبرز حملات مقاطعة شراء السيارات وهي "خليها تصدي .. زيرو جمارك" تضاعف عدد المشاركين فيها حتى تجاوز 600 ألفاً خلال فترة زمنية بسيطة وهي إلى تصاعد قادم إن لم يتدارك الحكماء الأمر ويسعى هؤلاء للتوصل لحل قبل أن يتحول الموقف الحالي من "أزمة" إلى "كارثة".
والواضح أن الأزمة الحالية لن تشهد حلاً قريباً بالنظر إلى التصريحات الأخيرة للكثير من التجار والمسئولين فى روابط تجار ومصنعي السيارات، وهي التصريحات التى حاول البعض من خلالها التهكم من الحملة بشكل مستتر وحاول البعض الأخر إقناع الجميع بأنه لا مجال لأي تخفيضات، والواضح أن الظهور الكثيف لمسئولي روابط تجار ومصنعي السيارات وخبراء السوق أتى بنتائج عكسية. فبدلاً من إقناع الناس بـأنه لا مجال للتخفيضات، صار لدى الجميع قناعة بأن هذا الدفاع المستميت عن الأسعار الأخيرة بتخفيضاتها التى جاءت بسيطة فى حالات متعددة والتأكيد على أنها لن تنخفض صار الجميع مقتنعاً بأن تلك الحملة أثرت بشكل سلبي على المبيعات مما سيزيد النار أشتعالاً. وعزز من تلك القناعة أن الجميع سواء كانوا تجاراً أم خبراء أجمعوا على أن الحملة أضرت بمبيعات السيارات وكانت سبباً ولو جزئياً فى حالة الركود التى يعاني منها سوق السيارات اليوم.
حاول البعض تحذير الناس من أن الأسعار قد ترتفع، ولكن حتى هذا التحذير لم يقنع أحداً، ولا أتوقع أن يكون مجدياً على المدى البعيد. صحيح أن هناك تلميحات بأنه قد يتم تحريك سعر الدولار خلال الفترة المقبلة، ولكن ذلك لم يعد يعني للقائمين على تلك الحملات شيئاً، فما يطلبونه هو السعر العادل من وجهة نظرهم، بينما يرى التجار والوكلاء والموزعون أن الأسعار التى تم الإعلان عنها مؤخراً هي من وجهة نظرهم الأسعار العادلة.
يخشى بعض التجار أن تتسبب الإستجابة لمطالب الحملات فى المطالبة بمزيد من التنازلات، ولهذا يصر كثير منهم على موقفه بأنه من غير الممكن خفض الأسعار.
وفى الوقت الذى ينتظر الناس فيه كلاماً جديداً، يعاد كل ما سمعه الناس على شاشات كافة الفضائيات المصرية، ما يشير إلى أنه لا حل يلوح فى الأفق يعيد الحياة لسوق السيارات الذى بات النشاط فيه شبه متوقف خلال الأسابيع الأخيرة.
وكما يتهكم البعض على حملات المقاطعة، ويحذرهم من أنهم سيندمون إن لم ينتهزوا فرصة الشراء بالأسعار الجديدة قبل أن تعاود الأسعار الأرتفاع مجدداً، يتهكم الطرف الثاني على تلك التصريحات ويؤكد مواصلة الحملات حتى تحقيق المطالب.
حملات المقاطعة مرشحة لزيادة فى أعداد المشاركين فيها بعض أن تسببت بعض التصريحات المتضاربة فى المزيد من الإرباك للسوق. ومع زيادة المشاركين بتلك الحملات، سيستمر الركود ولو لحين.
أما عن توقعات انخفاض أسعار السيارات مجدداً، فالمتوقع أن يحدث ذلك وليس بالنسب التى يحلم بها بعض المقاطعين. ورغم أن تلك التخفيضات قد تتسبب فى خفض ربح التاجر بشكل حاد أو حتى تعريضه لبعض الخسائر، إلا أنها ستدير عجلة السوق مجدداً وهو مكسب للجميع.