حجم الخط:
ع
ع
ع
عندما صرح طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة بأنه غير راضًٍ على اداء مصانع تجميع السيارات فى مصر ايقنت بأن الرجل قد ادرك حقيقة الوهم الذى سيطر علينا على مدى العقود الثلاثة الماضية .. وفهمت ان ما يدور فى ذهنه من طموحات ينحصر فى ان تتحول مصانع السيارات من التجميع الى التصنيع الفعلي كى تساهم فى تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى .
ولذا فقد سعدت جداً بالخبر ألذى نقله لى مصدرنا بوزارة الصناعة صباح اليوم بخصوص الاجتماع الذى جميع بين وزير الصناعة والتجارة وبين الرئيس التنفيذي لمجموعة سايك الصينية المتخصصة فى انتاج سيارات الركوب والسيارات التجارية وقطع الغيار بحضور عادل خضر الرئيس التنفيذي لشركة المنصور للسيارات .
ومصدر سرورى فى هذا الشأن يعود لأكثر من سبب ابرزهم ان الهدف الرئيسى من الجلسة ينصب حول إنشاء مصنع لشركة سايك العملاقة فى مصر وهى خطوة لو تحققت سوف تضع مصر على بداية الطريق الصحيح بوجود الشركة الام داخل مصر .
السبب الثاني هو مكانة شركة سايك داخل الصين بل مكانتها العالمية .. سايك هى أكبر مصنع للسيارات فى الصين والعالم .. حيث تنتج حوالى 23 % من اجمالى انتاج السيارات فى الصين الذى تخطى حاجز ال 30 مليون وحدة فى العام .. وتنتج 8% من اجمالى انتاج السيارات فى العالم .
سايك هى اكبر شركة سيارات فى العالم وتنتج تحت سقفها علامات تجارية مثل فولكس فاجن وأودى وأم جى . . ومصانع للمحركات وقطع الغيار .. علماً بان الفترة التى استطاعت فيها فولكس فاجن ان تحتل الصدارة عالميا تحقق بفضل مبيعات فولكس فاجن فى السوق الصيني .
لكن اروع ما تم تناوله فى الاجتماع سالف الذكر ان الهدف الرئيسى الذى جميع بين معالى الوزير وبين رئيس شركة سايك حول إنشاء المصنع هو الاستفادة من موقع مصر كنقطة ارتكاز للتصدير للدول المجاورة لتفعيل الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة المشاركة فيها مصر وهى خطوة لو تم إنجازها سوف تصب فى مصلحة الاقتصاد المصرى بوجه عام وليس قطاع السيارات فحسب .
ومن الواضح جداً الشركة التى سوف يسند اليها التوزيع داخل مصر سوف تكون المنصور للسيارات واظن ان المنصور للسيارات لعب دوراً فاعلاً فى ترتيب هذا الاجتماع بحكم ان وكيلاً لعلامة ام جى التجارية الصينية فى مصر وهى خطوة رائعة تحسب للقائمين على الشركة
بوجه عام نأمل فى ان يستمر حماس وطموح وزير الصناعة والتجارة على نفس النحو المتمثل فى جذب الشركات الام فى صناعة السيارات للسوق المصرى خاصة الشركات الصينية .. لعلمى بأن الصينين الأكثر حماساً للاستثمار فى مصر فى قطاع السيارات وأتمنى ان تذلل الحكومة المصرية أية عقبات محتملة .. فمن غير المقبول ان تكون مصر سوقاً لسيارات تنتج فى دول خاضت تجربة التصنيع بعدنا بنصف قرن