بعد أجواء الترقب التى عاشها المصريون أنتظاراً لإلغاء الجمارك على السيارات الأوروبية، والصدمة التى تلتها بالإعلان عن رفع سعر الدولار الجمركي والتخبط فى التصريحات والتحليلات والتفسيرات لتلك القرارات، بات واضحاً أمام الجميع أن السوق المحلي يحتاج إلى إستراتيجية حقيقية.
أعنى بالأستراتيجية الحقيقية خطة مكتملة الأركان تحدد مسار سوق السيارات فى مصر لسنوات قادمة كيلا يكون العاملين بهذا القطاع وعملائه عرضة لتقلبات وقرارات تكون أحياناً كثيرة مفاجئة وأحياناً أخرى متوقعة مما يتسبب فى حالة من الشلل تصيب عشرات الألاف من المشتغلين بقطاع السيارات فى مقتل.
ق يكون لتلك الخطة الطويلة عيوباً بقدر ما يكون لها مزايا ولكن الأكيد أنها ستجعل الرؤية واضحة أمام الجميع وسيكون بإمكان كل مستثمر أو حتى باحث عن سيارة جديدة أن يحدد بشكل دقيق ما يريده ولن يكون الجميع عرضة للإشاعات والقرارات الفجائية.
فبالنسبة للعملاء وقع الجميع فى حيرة منذ الإعلان عن قرار إلغاء الجمارك على السيارات أوروبية المنشأ ودخل السوق المصري فى حالة ركود بسبب ترقب الجميع للتخفيضات الموعودة، وهي التخفيضات التى لم ولن تحدث بسبب رفع سعر الدولار الجمركي، بل ندم بعض المترددين فى الشراء خلال الشهر الماضي بعد أن أرتفعت فعلياً أسعار بعض الموديلات الأوروبية وغير الاوروبية على حد سواء.
وبصراحة المستهلك معذور فى هذا الأنتظار الذى كان يأمل أن يوفر له جزء ولو بسيط من سعر السيارة الجديدة، فجاءت نتيجة الإنتظار عكسية بعد أن أعلن أغلب الوكلاء عن رفع الأسعار.
وفى نفس الوقت لم يجد الوكلاء مفراً أمامهم بعد ارتفاع تكلفة أستيراد السيارات الجديدة من رفع أسعار الموديلات الجديدة ليزداد الموقف فى السوق المحلي تعقيداً.
فى الواقع كل تلك التداعيات لن تأت بخير للسوق المحلي وستضر بمصلحة العاملين والباحثين عن سيارة جديدة على حد سواء. والحل الوحيد أن تبدأ الدولة من خلال أجهزتها المعنية سواء بالتجارة أو الصناعة فى البحث عن حلول ليخرج السوق من تلك الحالة التى ستضر بمصالح الجميع، كما أن الوضع خلال الفترة المقبلة سيكون صعباً إن لم يتحرك البعض للخروج من حالة الجمود التى يعاني منها السوق حالياً. كما أن هذا الوضع سيثني الكثيرين عن ضخ أستثمارات جديدة أو التوسع فى مشروعات قائمة وهو أمر سيضر بصناعة وتجارة السيارات على حد سواء.
أما الحديث عن أستراتيجية لم تر النور إلى اليوم ولم يتم إقرارها فلن يفيد فى شئ خاصة وأن الكثير من علامات الأستفهام تدور حول بعض بنودها. والمخرج الوحيد لما يعاني منه هذا السوق وتلك الصناعة فى أستراتيجية حقيقية تحرك المياه الراكدة.