اتحدى اى شخص عادى او خبير فى قطاع السيارات ان يجيب على هذا السؤال _ ما هو حجم المبيعات السنوى لسوق السيارات المستعملة فى مصر ؟ اى اجابة فى هذا الشأن قد تكون اجتهادية ولكن من المستحيل ان تستطيع حتى إدارات المرور أو الشهر العقارى أن تصدر تقرير شافي فى هذا الأمر .
من جانب اخر فإن ارتفاع أسعار السيارات على خلفية تعويم الجنيه أدى الى تعاظم حجم شريحة المستهلكين الراغبين فى شراء سيارة مستعملة .. والمنافذ المتاحة حالياً معظمها إما لا يحظى بثقة المستهلك او أسواق لا تتسم بالحد الأدنى من الآدمية من حيث التنظيم وانعدام الخدمات ويسيطر عليها تجار من الدرجة الثالثة بل انها تمثل بوضعها الحالى ملتقى للمحتالين والنصابين سواء بتوريط المستهلك فى سيارة بها كماً هائلاً من العيوب او الغش فى أوراق السيارة .
لكن من أبرز المعايير الشائعة والخاطئة فى هذا الشأن لدى المستهلك هو سؤال تقليدي ويكون بمثابة المعيار الشافى الوافى لإتمام عملية الشراء وهو : العربية فابريكا ولا - لأ ؟!
وهذا المعيار مكتسب من الفترة التى كان سوق السيارات المستعملة قاصراً على طرازات الفيات بفئاتها القديمة وهي 128 ? 132 ? 131 و بيجو 504 والمرسيدس التمساحة .. لكن فى ظل التكنولوجيا التى باتت تتمتع بها صناعة السيارات الحديثة وخاصة المحركات وانظمة التعليق قد يتم اكتشاف عيوباً بالمحرك تستدعى تكلفة إصلاحها 50% من قيمة السيارة !! وتكون العربية فابريكا برة وجوة .
من هذا المنطلق أرى ان الأمر بات ملحاً وضرورياً لإنشاء أسواق محترمة للسيارات المستعملة بجميع المحافظات الحيوية .. أسواق تتسم بالادمية من حيث الخدمات ، تضم بين جدرانها مكاتب تمثيل مؤمنة للبنوك ، ومكاتب للشهر العقارى مزود بأجهزة الكمبيوتر، ليس لإنجاز عمليات البيع والشراء فحسب ولكن للكشف أيضاً على صحة المستندات ومركزاً للصيانة على اعلى مستوى مزود بأحدث اجهزة الكشف على جميع اجزاء السيارات وإصدار تقرير بحالتها ، مكتب خبراء مثمنين ومعتمدين لتقييم حالة السيارة وتسعيرها.
إصدار تقرير يومى تفصيلي يفيد بحجم المبيعات التى تمت ومرفق به ماركات وموديلات واسعار السيارات ليكون بمثابة بورصة أسبوعية يعتمد عليها البائع والمشترى فى التقييم .
وأرى تخصيص مساحة مناسبة داخل السوق من خلال أقسام يتم تشييدها بشكل لائق لإتاحة الفرصة لوكلاء العلامات التجارية فى مصر او الموزعين لعرض طرازات حديثة ويمكن الاستفادة من الحدث بتقديم خصومات تساهم فى جذب المستهلك وهذا الفكر الترويجى سوف يعزز من حجم مبيعات السوق بوجه عام.
هذه الاسواق يمكن إنشائها بواسطة شركات مساهمة بعيدا عن كاهل الدولة واقترح ان يفتح السوق أبوابه ايام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع ، وحبذا لو تم تقسيم السوق من الداخل بفواصل من الارصفة لكل علامة تجارية على حدة .. هذا الأمر سوف يتيح الفرصة للمستهلك للتركيز فى مشاهدة جميع السيارات المعروضة للطراز الذى يريده بدلاً من العشوائية التى قد تقلل الفرص المتاحة للبائع والمشترى
ياترى ممكن الحلم ده يتحول لواقع ؟ ... قولوا يارب.