حجم الخط:
ع
ع
ع
فى أربعينات القرن الماضى كتب والدى رحمة الله عليه _ طبعاً _ مقالاً فى جريدة البعكوكة عنوانه " مستشفى أمجزرة ؟! " على خلفية موت شاب فى مستشفى القصر العينى بسبب الاهمال الطبي .. ويبدو ان موت شاب فى مستشفى حكومى فى تلك الحقبة كان بمثابة كارثة !!
وبعد تسعة عقود تقريباً أستعير من والدى هذه الكناية كى اعبر عما نتعرض له على الطريق الدائرى من مصائد و مخاطر ومهالك تمثل تهديدا مستمراً على ارواحنا ..
وكأن هذه الأرواح التى اصطيادها بشكل يومى لا تستحق تدخل من الحكومة لمعالجة العديد من مظاهر الاهمال الجسيم التى باتت من سمات الطريق الدائرى .. مثل المطبات والحفر المنتشرة خاصة قبل المخارج .. وكأنها وضعت بشكل متعمد كى تزيد من عدد الحوادث !! والحارات الغير واضحة المعالم نتيجة التوسعات العشوائية وكأن من خطط لهذه الطرق طالب فاشل فى إعدادى لم يفهم كيفية تطبيق النظريات المتعلقة بالتوازى والتقابل فى مادة الرياضيات !!
ومن جانب اخر فقد اصبح الدائرى من اكثر الطرق تكدساً على مستوى العاصمة لدرجة انك قد تقطع مسافة قدرها 1 كيلو متر فى مدى تتجاوز الساعة وأحياناً ضعف هذا الوقت !! واظن انه رقماً قياسياً لم يسجل على مستوى اى طريق دائرى فى العالم !!
ولكن الامر المثير للدهشة هنا ان هذا التكدس المروري يتيح الفرصة بقوة لارتكاب جرائم الخطف والسرقة واظن السطو المسلح مستقبلا .. بمنتهى البساطة والسهولة بواسطة دراجة نارية وعدد 2 من الشباب الواعد .. حيث يقوم احدهما بتنفيذ عملية الخطف فى لمح البصر ويقفز الى الاتجاه العكسى حيث ينتظره رفيقه على الدراجة النارية ويطيرا معاً دون أدنى مقاومة من كل المحيطين بالواقعة .. والغريب ان بعض هذه الأحداث يتم نهاراً وجهارا !!
يعنى المحصلة النهائية تندرج تحت شعار يا نموت يا نتسرق !! ليه ؟! وهل الأرواح التى تزهق لا تستحق اعادة تخطيط الطريق بشكل أمن ؟ هل روح بنى آدم أرخص من تكلفة اضاءة الطريق الدائرى ؟! أرخص من تكلفة التواجد الأمنى ؟ أرخص من تكلفة عمل انفاق للمشاه ؟
أنتم _ الحكومة _ تحصلون على رسوم باهظة نظير تراخيص الأبراج الإعلانية المنتشرة على جانبى الطريق .. يبقى على الأقل أعطوا الطريق حقه من إضاءة وعوامل السلامة والأمان .. انتم مسئولون أمام الله على كل روح تزهق نتيجة غياب الحد الأدنى من عوامل السلامة والأمان