حجم الخط:
ع
ع
ع
خلال تجولى داخل معرض فرانكفورت الدولى للسيارات .. اكبر معرض يتم تنظيمه للسيارات فى العالم _ رغم غياب حوالى 20 علامة تجارية عن المشاركة فى المعرض .. ابرزهم فيراري وكاديلاك وفولفو وفيات وجيب وسانج يونج . ...... الخ .. تذكرت فجأة ما فعلته السعودية مع الغرب _ إبان حرب 73 _ بمنع توريد البترول لهم .. وكيف كان لهذا الموقف من جانب السعودية دوراً فى ترجيح كفة العرب بشكل عام ومصر بوجه خاص بالضغط على الغرب الذى كان يساند إسرائيل ..
بالطبع قد يندهش البعض او يسخر من هذه المقدمة ومدى علاقتها باكبر معرض دولى للسيارات .. لدرجة ان المرأة الحديدية ميركل تحرص دائماً على افتتاحه كل عام .. وسبب ربطى بين الحدثين ..
يقينى بان فكرة البحث عن طاقة بديلة بدأ فى ذات اللحظة التى شعر فيها الغرب بالعجز جراء ما تعرضه له بسبب الوقود
لذا تحمل دورة العام الحالى شعار driving tomorrow من منطلق حرص الصانعين على إطلاق نسخ كهربائية تقدر تقريباً بحوالى 60 % من حجم الطرازات المطروحة مثل بورش تايكان الكهربائية وفولكس فاجن ID.3 ومرسيدس EQC هذا بالاضافة الى الطرازت الهجينة التى تم عرضها مثل لامبورجينى سيان أول طراز هجينى من الصانع الايطالى كما قامت سيات بعرض نسخة هجينة من تاركوا تحمل أسم PHEV
من هنا بدا واضحاً ان السيارات الكهربائية باتت أمراً إجبارياً .. هذا ما كشفت عنه دورة العام الحالى من معرض فرانكفورت .، حيث أكد كثيراً من المحللين ان ما تم اتخاذه من خطوات خلال الخمس سنوات المنصرمة فى هذا الصدد يتخطى طموحات الصانعين من منطلق المنافسة الشرسة فى انتاج السيارات الكهربائية .. ومدى قدرتها على اعادة ترتيب خريطة السوق .. خاصة فى ضوء الخطط المعتمدة من جانب الحكومات الأوربية بانه فى عام 2030 لن يسمح بالسير داخل أوروبا سوى للسيارات الكهربائية
وفيما يتعلق بحجم المعرض هذا العام فقد تم تقليص عدد القاعات لتصبح 5 بدلاً من 8 .. وباستثناء
قاعتى مرسيدس والتى أبهرت الحضور بقاعة عرضها المعهودة والمستقلة عن القاعات الاخرى .. وقاعة 3 التى ضمت تحت سقفها جميع العلامات التجارية التى تنتمى لمجموعة فولكس واجن _ فان التقشف يبدو جلياً على معظم المشاركين فيما يتعلق بشكل منصات العرض .. الامر الذى يؤكد ان الجانب العملى والحرص على تقليص النفقات من جانب الصانعيين بات أمراً عادياً .
بوجه عام نستطيع ان نستخلص من دورة العام الحالى بأن التراجع فى حجم انتاج السيارات عالميا .. دفع بالصانعين الى البحث عن وسائل بديلة للمعارض .. فى ضوء ارتفاع النفقات وقلة المبيعات .. سواء بالعزوف عن المشاركة او المشاركة لمجرد التواجد .. وقد بدأت ملامح هذه السياسة واضحة للقاصى والدانى منذ الدورة الماضية من المعرض .. وتأكد اكثر مع معرض باريس للسيارات .. وإذا استمر هذا التراجع مستقبلاً فقد تغلق هذه المعرض خلال السنوات القادمة