على مدار عقود طويلة تمتعت سيارات فولفو السويدية بطابع أنيق ولمسات فاخرة، لكن ذلك لم يمنعها من استقبال المزيد، حيث اختارها فريق السباقات السويدي بوليستار -Polestar منذ عام 1996؛ لإجراء تعديلاته الخاصة عليها وإضفاء جانب من الجموح والأداء الأقوى، ثم إطلاقها في مضامير السباق، وكانت فولفو 850 أولى الطرازات المعدلة التي أخذتهم إلى الفوز، وكأن ما هو سويدي يتعاون وينجح مع بعضه البعض..
وحين لمست فولفو نجاح تلك الإصدارات التي تتمتع بلمسات بوليستار، بدأت عام 2013 بيع إصدارات محدودة معدلة، ثم قررت مؤخرًا أن تنقل هذا التعاون إلى مستوى جديد، لتعلن في يوليو الماضي شراءها القسم الخاص بتعديل السيارات في شركة بوليستار Polestar Performance AB، بحيث تستخدم ذلك الاسم في إصداراتها ذات الأداء الفائق، كما تستفيد من خدمات ما بعد البيع وقطع الغيار التي توفرها بوليستار لسيارات فولفو التي تقوم بتعديلها، فيما تعمل بوليستار نفسها على الاستفادة من التكنولوجيا الكهربية للمحركات المزدوجة التي تطورها فولفو من أجل تطوير أداء السيارات القادمة..
ومن خلال هذا التعاون تتوقع فولفو أن ترتفع مبيعات سيارتيها S60 وV60 –اللتين كانت بوليستار قد أجرت تعديلاتها عليهما في 2013- إلى 750 نسخة في العام، فيما تتوقع بوليستار أن ترتفع المبيعات المستقبلية تحت مظلة فولفو إلى 1500 سيارة سنويًا..
ولم يتم الإفصاح بعد عن التفاصيل المالية الخاصة بذلك الاتفاق، لكن المؤكد أن ملكية فريق السباقات ستظل كما هي تحت سيطرة Christian Dahl، على أن يتم تغيير اسم الفريق في المستقبل، أما موظفي بوليستار فسوف يصبحون موظفين تابعين لفولفو بعد نقل الملكية إليها.
اللافت للنظر أن شراء شركة سيارات لشركة تعديل طرازاتها لا يعد جديدًا من نوعه؛ فقد رأينا من قبل شركة AMG الهندسية التي تخصصت في تطوير أداء سيارات مرسيدس، ثم قامت دايملر-بنز بشراء حصة كبيرة فيها عام 1990، ثم امتلكتها عام 2005 لتصبح اليوم Mercedes-AMG شركة خاصة بتطوير وتعديل سيارات مرسيدس-بنز، وبعض طرازات أودي RS ذات الأداء الفائق، فإذا أضفنا خطوة فولفو لشراء بوليستار نجد أن الأمر يطرح تساؤلاً جديرًا بالاهتمام: هل يكون ذلك اتجاهًا عامًا يبدأ في الانتشار بين شركات السيارات؟ وما الشركة القادمة التي تعتزم اتخاذ خطوة شراء شركة تعديل سيارتها؟ وحدها الأيام تجيب عن مثل تلك التساؤلات.