حجم الخط:
ع
ع
ع
قبل حوالى 20 عاما من الان .. بالتحديد فى أكتوبر من عام 98 .. كانت شركة دايو موتور إيجيبت تستعد لإطلاق باكورة إنتاجها من طراز دايو لانوس .. وقبل الحفل اجتمع حسام أبوالفتوح رئيس مجلس إدارة الشركة بالموزعين المعتمدين وكان عددهم خمسة موزعين للتشاور حول التسعير الانسب لطراز دايو لانوس ..
واتفقا على طرح طراز لانوس من دايو بسعر 44,500 جنيه .. ثم صعد ابو المفتوح للمنصة الرئيسية ليعلن رسمياً عن تدشين علامة دايو الكورية بالسوق المصرى وتجميع بعض طرازاتها محليا بمصنع دايو بمدينة أكتوبر .. وعندما حانت لحظة الإعلان عن سعر طراز لانوس ظهرت ابتسامة الثقة على وجوه الخمسة موزعين المعتمدين من منطلق أنفرادهم بالمعلومة المتعلقة بالسعر .. ولكن عقب إعلان أبوالفتوح السعر الرسمى خيمت حالة من الحزن والدهشة على وجوههم لانه أعلن سعرا اخر يقل حوالى 5 آلاف جنيه عن السعر المتفق عليه وهو 39,900 !! وكان السعر بمثابة قنبلة هزت ارجاء الحفل بل هزت سوق السيارات فى مصر بشكل عام !!
لكن لماذا ألقى أبوالفتوح بهذه القنبلة ؟ هل القاها وفقا لرؤية تسويقية ؟ وهل خصم خمسة آلاف جنيه من السعر المتفق عليه يسمح بتحقيق أرباح تؤمن استثماراته واستثمارات الموزعين ؟ خاصة فى ضوء إلزام الموزع بتدشين صالة عرض متخصصة لعلامة دايو التجارية فقط !! وهو فكر جديد على سوق السيارات فى تلك الفترة .
بالطبع خيم الحزن على الموزعين من منطلق ان هذا السعر سوف يؤثر بالسلب على الأرباح المُحتملة .. خاصة وان السوق كان يشهد فى تلك الفترة انتشار ظاهرة حرق الاسعار .. ولم تنجو علامة تجارية يتم اطلاقها فى مصر من هذه الظاهرة .. وإذا طالت هذه الظاهرة علامة دايو سوف يتكبدون خسائر لا حصر لها وفقاً لنسبة الربح الضئيلة المُحتملة عقب اعلان ابو المفتوح عن السعر الجديد !!
ولكن تأتى الرياح بأفضل مما تشتهى الأنفس .. وتكون هذه القنبلة بمثابة نقطة تحول فى سوق السيارات بوجه عام .. وكانت سببا رئيسياً فى نمو اعمال ونهضة الموزعين المعتمدين .. واستحوذت على 30% من اجمالى مبيعات السوق بعد عام واحد من طرحها .. بل ان طرازات دايو بوجه عام باتت المعيار الذى كان يتم على اساسه تسعير الطرازات المنافسة من جانب الوكلاء .
لكن كى نكون منصفين لم تكن قنبلة السعر الذى القاها أبوالفتوح العامل الوحيد الذى أدى الى هذا النجاح لكن بلإضافة الى عنصر التسعير هناك عوامل اخرى لا تقل عن السعر ساهمت فى هذا الإنجاز .. وعلى رأسها خدمات ما بعد البيع ، موزعين محترمين وملتزمين بسياسة الوكيل ، خدمات تسويقية وترويجية ساهمت فى ترسيخ وتثمين علامة دايو .. العضو المنتدب الداهية الكورى هيون ايل لى الذى كان يشرف على هذه المنظومة باحترافية وصياعة وكأنه مولود فى شبرًا الخيمة .
لكن يأتى قبل كل هذه العوامل أسطورة عالم السيارات فى مصر .. الرجل المتخصص فى ترسيخ وتعزيز وتثمين العلامات التجارية فى مصر .. الرجل الذى دشن علامة BMW فى مصر ووضعها فى الصدارة وفى نفسى الوقت استطاع ان يسوق ويبيع علامات كورية وصينية .. ووفقاً لحديثه الشهير الذى انفرد به الكاتب الصحفى الكبير خالد اباظة فى ملحق اخبار اليوم قبل حقبة من الزمن او يزيد قليلا صرح بانه يبيع سندوتش الفول والطعمية بنكهة السيمون فيميه !! واظن ان سوق السيارات الان فى حاجة الى فكر ورؤية حسام أبوالفتوح .. خاصة الشريحة المتوسطة التى فقدت حلم إقتناء سيارة فى ظل الارتفاع الجنوني فى اسعار السيارات ..