حجم الخط:
ع
ع
ع
من ابرز العوامل التى يحرص مسئولوا قطاعات التسويق بشركات السيارات التركيز عليها فى حملاتهم الترويحية عامل متعة القيادة .. من خلال الإشارة الى بعض المزايا التى تؤدى الى هذا الإحساس .. مثل انخفاض معدل الضجيج ، سرعة استجابة عجلة القيادة ، نظام التعليق ، فخامة الصالون ........ الخ
لكن هل هذه العوامل كفيلة بأن تَخَلَّق متعة اثناء القيادة ؟! حتى فى السيارات الفارهة شديدة الثراء فى تجهيزاتها ؟ ( وما اعنيه هنا القيادة داخل العاصمة )
بالطبع لا .. نظراً لوجود العديد من العوامل الخارجية التى تنال من هذا الإحساس مثل الكثافة المرورية ، صعوبة أماكن الانتظار ، الطرق الغير مؤمنة ، الميكروباص والتوكتوك ، والتمناية ، واستعمال آلة التنبيه بشكل مبالغ فيه . الى اخره من العوامل المزعجة المنتشرة فى شوارعنا والتى تجعل من عدم القياة امراً ممتعاً فى حال توفر وسيلة انتقال بديلة .
طب ايه الحل ؟ كيف نحقق ظروف آدمية وآمنة سواء للقيادة او البديل المناسب للتنقل ؟!
الحل السحري الذى نستطيع من خلاله الوصول لهذه النتائج هو تطوير خدمات النقل الجماعى فى مصر .. والتى سوف تساهم بدورها فى القضاء على العديد من الظواهر السيئة المنتشرة بالشارع المصرى من جانب وتخفيض الكثافة المرورية من جانب اخر .. يكفى ان اخبركم بان دولة مثل هونج كونج والتى تعد من اعظم 7 دول فى العالم فيما يتعلق بمستوى معيشة الفرد .. ورغم ذلك فإن 90% من سكانها يعتمدون على وسائل النقل الجماعى فى تنقلاتهم !!
لكن هل تستطيع الدولة فى هذه الظروف شديدة الصعوبة ان توفر التكلفة الباهظة اللازمة لإنجاز هذا الامر ؟! وهل نستطيع ان نقدم خدمات متميزة بالشكل الذى يجذب مالكى المركبات بان يعتمدون عليها فى معظم الفترات ؟ هل نستطيع ان نحول هذا القطاع _ النقل الجماعى _ الى مصدر رئيسى من مصادر الناتج القومى بدلاً من الخسائر الباهظة التى تتحملها خرينة الدولة ؟
من هذا المنطلق وصلت الي العديد من الحلول فى هذا الشأن وأرجو ان تطرح للفحص والدراسة من جانب الأطراف التى سوف أتناولها وارى انها حلولاً واقعية وتصب فى مصلحة كافة الأطراف ( الدولة _ المواطنين _ الشركات الممولة لهذا المشروع _ انخفاض الكثافة المرورية )
وقد نشأت لدى الفكرة الى سوف اطرحها من خلال الإنفاق الاعلانى الضخم الذى شاهدناه مؤخراً خاصة من جانب شركات المحمول فى مصر .. وارى ان معظمها إعلانات لا تتميز بالفائدة او الرشد بل انها تصل الى درجة الإستفزاز فى بعض الحالات لدرجة قد ينتج عنها بعض النتائج السلبية على المعلن ذاته .. لذا فكرت فى كيفية الاستفادة من هذا الإنفاق فى خدمات وإعلانات رشيدة تعود بالفائدة على المعلن وعلى المجتمع .. كيف ؟
حجم الإنفاق الاعلانى السنوى لشركات المحمول فى مصر مجتمعة حوالى 2 مليار جنيه .. لو تم تخصيص نصف هذا المبلغ لتصنيع عدد حوالى الف أتوبيس ( مليون جنيه تكلفة الأتوبيس ابو دورين ) يعنى تقريباً كل شركة سوف تتحمل تكلفة تصنيع 250 اتوبيس .. ولدينا فى مصر مصانع متخصصة ومتميزة ونسبة المكون المحلى فى مكونات الأتوبيس تصل الى حوالى 70% .. ولكن ما هى الفائدة التى سوف تعود على شركة المحمول وتوازى ما تحصل عليه الان نظير اعتمادها على الوسائل الترويجية التقليدية فى حال انفاق نفس القيمة ؟
_ تشارك شركة المحمول فى التصميم الخارجي للباص بما يتيح مساحات مناسبة لإستغلالها اعلانياً لصالح الشركة .. ولدى فى هذا الشأن بعض النماذج الرائعة بدلاً من الشكل المتواضع جداً الحالى الموجود على بعض الاتوبيسات التابعة لهيئة النقل العام .
_ وضع شاشات داخلية بالاتوبيسات تدار بمعرفة شركة المحمول وتستغل فى بث إعلانات للشركة ويفضل بث بعض المواد التشويقية المتغيرة ويتخللها إعلانات
_ استغلال فرش الباص من الداخل بوضع اللوجو والالوان الرسمية للشركة
_ إنشاء محطات انتظار فى أماكن توفرها الدولة ويحق لشركة المحمول استغلال الاستراحات المخصصة للانتظار فى إلاعلانات
_ يتم إطلاق اسم الخدمات التى تقدمها الشركة على بعض المحطات مثل محطة فودافون رد أسوة بما يحدث فى مترو انفاق دبي حيث توجد محطات باسم بعض الشركات المستثمرة او البنوك مثل محطة اتصالات او محطة بنك ابوظبي او محطة مول دبي .. هذه المؤسسات تدفع مبالغ فلكية نظير وضع اسم المؤسسة .. علماً بان معدل استخدام النقل الجماعى فى مصر يماثل مش اقل من عشرة أضعاف نظيره فى دبي
_ لشركة المحمول الحق فى الإعلان على تذكرة الركوب وتصميمها بما يخدم أهدافها التسويقية
_ يتم توفير خدمات الانترنت داخل الباص بمعرفة شركة المحمول
لنا ان نتخيل حجم المردود العائد على العلامة التجارية لهذه الشركات خاصة وان هذه الخدمة سوف تستقطب فئات اكثر تميزاً مادياً واجتماعياً وهى اكثر شريحة مستهدفة من جانب شركات المحمول بالاضافة الى انها سوف تغطى نقاط جغرافية متعددة داخل أنحاء العاصمة .
هذا فيما يتعلق بالشركات الممولة وهى تمثل العامل الأهم فى هذا الاقتراح والمدهش هنا ان ما سوف تتحمله من اموال ليس تبرعاً ولكنها اموال سوف تنفق على أنشطة ترويجية وإعلانية رشيدة تصب فى مصلحة المجتمع بدلاً من الفكرة الدعائي التقليدى والذى يستفيد منه عادة فئة محدودة من المشاهير وباتت كل الشركات تقلد بعضها فى هذه الفلسفة التى تؤدى كما اشرت الى نتائج عكسية فى بعض الأحيان .. اتمنى ان يحظى هذا الاقتراح بالاهتمام من جانب الأطراف المعنية خاصة شركات المحمول