من الذى وضع هذا الفخ لرينو داستر ؟

قبل 8 سنوات اتيحت لى الفرصة لتجربة الجيل الاول من طراز "رينو داستر " بمدينة مراكش المغربية. وعقب التجربة عبرت عن انطباعاتى التى كان معظمها ايجابى تجاه طراز داستر ودعمت هذا الشعور ببعض الصور التى تعكس قدرة داستر على تجاوز الطرق المعبدة .. وتوقعت ان يعزز هذا الطراز من قيمة ومبيعات علامة رينو التجارية .. خاصة فى الاسواق الناهضة مثل البرازيل والهند .. من منطلق انها سيارة اقتصادية .. وبالفعل استطاعت داستر خلال الثمانى سنوات المنصرمة ان تؤكد وجهة نظرنا الإيجابية وحققت مبيعات تخطت حاجز ال 2 مليون وحدة بربع مليون .

وفى بداية الأسبوع الحالى اتيحت لى فرصة تجربة النسخة الجديدة والمعدلة من طراز داستر ولكن هذه المرة فى العاصمة الاردنية عمان .. وقبل ان اسرد تفاصيل التجربة وانطباعاتى عن النسخة الجديدة .. لابد من الإشارة الى طبيعة التراك الذى تم تحديده لإستضافة  التجربة والتى  بدأت من منطقة البحر الميت فى اتجاه البتراء ( حوالى 350 كم ) ومنطقة البحر الميت تنخفض عن سطح الارض بمسافة تقدر بحوالي 400 متر .

اما الصحراء التى استضافت حوالى 60 % من المسافة الإجمالية للتجربة فمن الصعوبة ان اجد وصفاً دقيقاً لطبيعتها .. لو وصفتها بالواعرة او المعبدة او القاسية سوف أكون غير منصفاً فهى بدون مبالغة أشرس من الشراسة ذاتها !! مرتفعات بلغ اقصاها 350 متر ( تم الوصول اليها تدريجياً .. منحدرات .. منحنيات ثعبانية .. حفر .. نقاط صخرية .. منعطفات وتلال صخرية .. حجارة متعددة الاحجام حافة بعضها مسنون بفعل الطبيعة وإذا لم ينتبه من يقود السيارة قد يضطر الى استبدال الأربعة اطارات !! وبناءاً عليه يكمل المتبقي من عمره داخل الصحراء .

ومن هنا بدأت تطرح علامات الاستفهام نفسها من جانب الصحفيين المشاركين فى التجربة .. هل يستطيع طراز ينتمى لفئة السيارات متعددة الأغراض الصغيرة ان يتجاوز هذا التراك ؟ هل اخطأ المسئول عن اختيار التراك ولم يضع فى اعتباره ان التجربة لسيارة SUV صغيرة ؟ هل يستطيع طراز محركه 1600 سي سى ان يصعد هذه المرتفعات ؟ ولو صعد هل نظام تعليق داستر يلائم هذه الطرق الواعرة ؟ وما هى الضرورة لإختيار طراز معد للطرق الممهدة بان نضعه فى هذا الاختبار التعجيزي ( نظريا ) ؟ هل سوف تسمح قدراتنا الجسدية والنفسية فى القيادة تحت هذه الظروف ؟ علماً بان درجة الحرارة تجاوزت حاجز ال 44 درجة !!

قبل بداية التجربة وعقب الاجتماع الذى سبقها لشرح كافة الظروف المحيطة بها طرحت الأسئلة المتداولة على رامى جاد / مدير عام رينو مصر فأجاب نصاً : 

تعمدنا اختيار هذا التراك ونعلم انه شديد القسوة لنثبت لانفسنا قبل ان نثبت للمستهلك مدى ثقتنا فى طراز داستر .. فقلت له لو ان المسئول عن تحديد هذا التراك منافسا لعلامتكم التجارية ويطمح فى الفتك بكم ما استطاع ان يختار تراكاً بهذه الشراسة !! وبادرته الم تخشى من الفشل فى ظل وجود هذا العدد الكبير من الصحفيين ؟  رد قائلاً الفكرة ببساطة تشبه اننا دفعنا بطالب فى المرحلة الإعدادية ليخوض امتحانات الثانوية العامة .. ولن نلقى به فى النار دون ان نكون لدينا الثقة المطلقة فى قدراته .. وقمنا بتجهيزه بما يتفق مع الاختبارات المُحتملة .

كلام مدير عام رينو اقنعني نظرياً .. لكن تبقى القناعة العملية .. بدأنا التجربة ومن حسن حظى ان شريكى فى القيادة من الزملاء هو الاعلامي تامر بشير مقدم البرامج التليفزيونية والاذاعية المعروف فضلاً عن خبراته المتراكمة فى القيادة داخل الصحراء وبدأنا على بركة الله .. ولكن قبل سرد تفاصيل التجربة  سوف أبدأ بعرض مجموعة من الصور كى ادعم وجهة نظرى المشار اليها كما فعلت فى تجربة مراكش قبل 8 سنوات .. فقد تلاحقنى تهمة المبالغة اذا اكتفيت بشرح ما فعلته داستر داخل الصحراء الواعرة .. 

لكن كى أكون منصفاً فقد اثبتت التجربة العملية ان كل التوقعات  والتخوفات التى خيمت على معظم الاعلاميين بدأت فى التلاشي تدريجياً خاصة بعد تخطينا بعض المرتفعات التى تكاد ان تكون راسية .. والغريب ان جميع السيارات التى شاركت فى التجربة وعددها يتجاوز ال 20 سيارة قد نجحت جميعها فى إجتياز  هذا الاختبار الصعب رغم سخونة الجو وخرجت جميع السيارات دون خسائر .. الخسائر فقط فى العناصر البشرية حيث اصاب معظمنا الإرهاق الشديد ولم تقوى عضلاتنا على تحمل هذا العدد من ساعات القيادة فى هذه الأجواء فى إشارة الى ان قدرات داستر تتفوق على قدراتنا الجسدية 

واظن ان ما سوف يتم عرضه من صور فى هذا التقرير بالاضافة الى الفيديوهات التى سيتم نشرها على قناة اليوتيوب الخاصة بنا سوف يغنى عن اى كلام لانه سوف يبرز مدى ما تتمتع به داستر على سبيل التأدية ومقاومة الطبيعة ونظام التعليق العبقرى الذى كان بمثابة العامل المشترك فى حديث الاعلاميين .. فقط يستحق الامر شرح لبعض التجهيزات الإضافية داخل مقصورة السيارة ..وسوف نقوم خلال الأيام القادمة بسرد التجربة كاملة انتظرونا .