حجم الخط:
ع
ع
ع
بدأ ظهور السيارات الصينية في مصر في عام 2002، ولكن لم تحظى العلامات التجارية التي تم تدشينها"شيري، جيلي، هافي لوبو" بالحد الادني من القبول من جانب المستهلك .. بسبب عيوب فادحة في التصنيع وعدم قدرة وكلاء هذه العلامات من ممارسة مهام الوكيل… بل تعاملوا بمفهوم التاجر وليس الوكيل… باستثناء وكيل شيري الذي أنفق أموال فلكية على الحملات الترويجية…
وبعد عدة سنوات، قدمت شركة الفتوح للسيارات طرازين ينتميان لعلامة "اسبرانزا الصينية" بجودة أفضل، مما ساهم في كسر بعض من الحاجز النفسي تجاه السيارات الصينية… وحققت مبيعات جيدة جدا… ساهم في ذلك خبرة وسمعة شركة الفتوح للسيارات..
وتكرر الأمر مع علامة جيلي بعد استحواذ شركة "غبور أوتو" عليها… ورغم المبيعات الجيدة التى حققتها علامة جيلي… لكن لم تفلح في تحطيم هذا الحاجز المنيع بالشكل الذي يجعل منها منافسا قويا للسيارات الأوربية او الكورية…
وفي عام 2019 ومع تطبيق- الإعفاءات الجمركية الكاملة على السيارات الأوربية توقعنا الا تقوم للسيارات الصينية قائمة… ولكن علامة "MG" تحت مظلة وكيلها مجموعة المنصور للسيارات كان لها وجهة نظر أخرى وحققا معا نتائج غير مسبوقة للعلامات الصينية…
ففي عام 2021، حققت علامة MG مبيعات تخطت حاجز ال 22 ألف سيارة ، مما ساهم في ارتفاع نسبة الثقة في صناعة السيارات الصينية…
ولكن مع نهاية العام الماضي وتراجع الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية لمستوى هو الأدنى في تاريخه والارتفاع الجنوبي في أسعار السيارت … وتخطي معظم السيارات الصينية حاجز المليون_بات السؤال الأكثر ترددا:
هل من المنطق أن ادفع مليون جنيه لشراء سيارة صينية؟
الأمر الذي وضع السيارات الصينية في تحدي هو الاعظم في تاريخها منذ طرحها محليا…
لكن وفي ظل الاوضاع المصرفية سالفة الذكر وبعد انتقال وكالة "جيتور" إلى مجموعة القصراوي جروب،، تمكنت علامة جيتور من التغلب على هذه التحديات من خلال خطة قصيرة المدى.
بدأت بالإبداع في حفل الإعلان الرسمي عن الوكالة، حفل اسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معني ويعد من أفضل الحفلات التي تم تنظيمها في سوق السيارات على مدى تاريخه… وكأنها إشارة من الوكيل إلى أنه لم يحصل على وكالة علامة جيتور بهدف اللعب في المنطقة الدافئة او حصد لقب الحصان الأسود… لكن وفقا للحفل يبدو أنه يسعى الي لقب أفضل
ثم يأتي دور التسعير المدروس جدا للطرازت الجديدة التى تم اطلاقها … حيث تم تسعير طرازين من الثلاثة الجدد بأسعار أقل من المليون… لكسر حاجز المليون… وبدأ كل طراز_ يرقي نفسه_بعد الإقبال الكبير على العلامة..
ولأول مرة في تاريخ السيارات الصينية بدأت استقبل بعض المكالمات من جانب بعض الأصدقاء تستهدف المقارنة بين جيتور وبين علامات أوربية ويابانية عريقة!!
لذا أعتقد ان ما تحقق بواسطة علامة جيتور قد ساهم إلى حد كبير في تحطيم الحاجز النفسي المنيع بين المستهلك والعلامات الصينية بشكل نهائي…
واستند في اعتقادي هذا لردود الفعل الايجابية التي نقلها لي عدد كبير من الاصدقاء بعد قيادتهم لطرازات جيتور… حيث اكدوا على عامل الجودة في التصنيع والتجهيزات التى تضاهي جودة السيارات الأوربية بل تتفوق على بعضها فيما يتعلق بثراء ورفاهية التجهيزات
ثم اعزز وجهة نظري بتجربة القيادة لبعض طرازات جيتور التى اتيحت لنا في مدينة الاقصر الساحرة لدرجة أنني شعرت بالغبطة بعد القفزات الرائعة التى حققتها صناعة السيارات الصينية… وشتان الفارق بين ما شاهدته قبل 20 عاما وبين شعوري الحالى وانا اقود سيارة تحمل علامة صينية درجة استجابتها الكاملة تخطت عجلة القيادة… إلى استقبال أوامر صوتية لتلبية احتياجاتي وطلباتي اثناء القيادة …
وفي هذا الشأن لابد أن أشير إلى دور الوكيل في النهوض بالعلامات التجارية بما يمتلكه من خبرة ورؤية وإمكانيات … خاصة فيما يتعلق بالاستثمار في تعزيز وتثمين القيمة السوقية لأسم الوكيل
وعلى سبيل المثال فإن مجموعة القصراوي جروب خلال الخمس سنوات الأخيرة قامت برعاية مناسبات كروية تاريخية.. وحملات إعلانية مكثفة .. ساهمت بدورها في زيادة قيمة ومكانة المجموعة... فهذه السياسة التسويقية تحمل في طياتها العديد من المشروعات المزمع تنفيذها في المستقبل... وهو ما بات أمر واقعا بعد أن ضمت المجموعة علامات تجارية عريقة...
واعتقد ان النتائج التى سجلتها العلامات التجارية التى تمثلها المجموعة محليا تؤكد دور الوكيل في النهوض بالعلامات التجارية... بل النهوض بقيمة المنتج الصيني وتحطيم الحاجز النفسي سالف الذكر