حجم الخط:
ع
ع
ع
قل " سوء " السيارات _ ولا تقل سوق السيارات .. لانه لم يصبح سوقاً .. بل تحول الى أنتفاضة من جانب المستهلك ضد وكلاء السيارات .. وباتت قضية أسعار السيارات قضية رأى عام .. رغم ان حجم سوق السيارات لم يتجاوز فى ازهى عصوره حاجز ال 300 الف سيارة .. بنسبة مئوية تقدر بحوالي اقل من ( 0.3 %) من تعداد السكان فى مصر .. الأمر الذى يعكس ان الرغبة فى إقتناء سيارة حلم يراود قطاع كبير من المصريين .. لدرجة انهم تغافلوا مواجهة كثيراً من السلع او الخدمات الإستراتيجية التى ارتفعت اسعارها بنسب كبيرة جدا على خلفية قرارات التعويم .. وبرغم هذا لم تشهد اى تخفيض فى الاسعار على اثر هبوط سعر الدولار أمام الجنيه بنسب مؤثرة .
وشهدت ليلة امس الخميس تحركاً وترقباً ومتابعة وصلت فى بعض الأحيان الى مرحلة التجسس بين بعض الوكلاء قبل الإعلان عن الاسعار الجديدة .. ظناً منهم ان المستهلك ينتظر الاسعار المذهلة الجديدة .. وبناءاً عليه سوف يبادر بإتخاذ قرار فورى بالشراء .. وينتعش السوق وكأن شيئاً لم يكن ..
غير مدركين ان سقف المطالب بات بلا حدود .. يقيناً من المستهلك بأن أسعار السيارات سوف تهبط اكثر من هذا بكثير . يبقى ليه يدفع اكتر لما بكرة ممكن يدفع اقل ؟
وبدورى أقول لهم انتم او معظمكم تتحملوا المسؤولية فى وصول المستهلك لهذه المرحلة من الشك .. بسبب التباطؤ فى إتخاذ القرارات والخروج بتصريحات لوسائل الإعلام تؤكد ان الاسعار وصلت الى مراحلها النهائية ولن تشهد اى تخفيضات _دون تأمين _ لتصريحاتكم بأن التغير وارد فى حال اى تغير يطرأ فى سعر العملات الأجنبية لصالح الجنيه _ والغريب هنا ان قرارات رفع الاسعار فى حال ارتفاع أسعار الدولار تتم بسرعة تتجاوز سرعة البرق !!
وللأسف إدارة ملف التسعير بشكل غير مدروس من جانب المعظم اضر ببعض من احسنوا التصرف .. كيف ؟
بعض الوكلاء من اصحاب الخبرة فى التعامل مع الأزمات سعروا طرازاتهم بشكل مدروس جدا _يتفق مع طموحات عملائهم _ لدرجة ان الطلب على بعض طرازاتهم تجاوز المعروض .. هؤلاء الان هم الضحايا الحقيقيين من الوكلاء .. لانهم اضطروا مجبرين على تخفيض بعض الطرازات بشكل قد يعرضهم لخسائر ولكن قلقهم على الحصة السوقية دفعهم لهذا .. وفقاً لقوانين المنافسة ..
يعنى بدل ما تمشى عدل عشان منافسك يحتار فيك _ لا _ ال مشى عدل منافسه تسبب فى إغراقه معه .
وبات السؤال الأكثر انتشاراً فى مصر الان :
هل هذه التخفيضات سوف تنعش السوق او تحركه ؟
أقول لكم بكل صدق ورغم اى عوامل تكونوا قد بنيتم عليها قرارتكم ان السوق فى ظل هذه الحالة من التخبط لن يتحرك .. وعليكم ان تتخلوا عن أحلام تحقيق الأرباح بمنطق البيع القليل وهامش الربح الكبير بل عودوا الى قانون " اكسب قليل بيع كتير تكسب اكتر " .. لابد ان تدركوا ان العملاء الذين اشتروا قبل قرارات التخفيض يفقدون الولاء للعلامة التجارية بل تحولوا الى أعداء لكم .. وعليكم ان تبحثوا عن سبل لتعويضهم بشكل او بأخر من خلال خدمات ما بعد البيع على سبيل المثال .. حافظوا على عملائكم
عليكم ان تدركوا ان خسارة عميل فى الماضى كان يقابله خسارة 10 امثاله .. ولكن خسارة عميل واحد الان بعد ثورة السوشيال ميديا يقابلها خسارة آلاف امثاله على المدى البعيد .. قد نتفق او نختلف على بعض ممارسات البعض على وسائلها .. ولكنها باتت أمر واقع .. اللهم أنى قد بلغت اللهم فاشهد