مفيش شك أننا نواجه أزمة هي الأصعب في تاريخ سوق السيارات .. وصعوبتها تتمثل في أن طرفي العلاقة،سواء الوكيل أو المستهلك، ضحايا لظروف اقتصادية عالمية غير مسبوقة .. وفي مثل هذه الحالات نحتاج الى حلول رشيدة تتسم بالحكمة والعدل ..
بداية لابد وأن نقر بأن سمعة العلامة التجارية يتكبد صانعها ووكيلها ملايين الدولارات سنويا من أجل تعزيزها وتثمينها .. لأنها تمثل قيمة وركن أساسي يتم الاستناد إليه عند تسعير السيارة .. بدليل أن مجرد وضع علامة تجارية على ذات السيارة من قبل شركتين يختلف تسعيرها وفقا للقيمة السوقية للعلامة التجارية ..
هدفي من هذه المقدمة الإشارة والتنبيه على جميع وكلاء السيارات أن يخرجوا من هذه الأزمة بشكل يحافظ على درجة ولاء وانتماء العملاء للعلامة التجارية التي يمثلها حتى لو كان على حساب ميزانية الأنشطة التسويقية وتوجيه الفائض لصالح العملاء ..
لأن الخسارة المحتملة لقيمة العلامة في ضوء حالة الاشتباك الحالية مع العملاء سوف تتجاوز أي خسائر مادية حاولتم تفاديها برد الحجوزات لهم .. وعلى كل وكيل أن يقارن بين الأمرين ويحدد اختياره وأتمنى أن يتمتعوا ببعد نظر وهم يحددون موقفهم .. هذا بالنسبة للوكلاء ..
العميل أيضا عليه دور للخروج من الأزمة .. بداية لابد وأن يدرك أن الوكيل ضحية مثله .. بغض النظر عن أي ممارسات ابتزازية حدثت من جانب بعض الوكلاء في الماضي القريب فيما يتعلق بظاهرة الاوفر برايس
والعميل قد يكون صانعا أو تاجرا لسلعة ما في مجال آخر .. وتعرض لنفس الظروف الراهنة _ وحتى تتسم مقترحاتنا بالعدل لابد أن يقبل بالمتغيرات التي فرضها على عملائه في السلعة المنوط به تصنيعها وبيعها ..
لكن ممكن نمسك العصا من النصف يعني يتم تعديل السعر في ضوء الظروف الراهنة بشكل يتسم بالرحمة وليس وفقا لنظرية العرض والطلب بصورة مجردة أو منح العملاء مزايا طويلة الأمد على الصيانة يعني تقسيط الخسارة ..
مفيش أزمة مهما بلغ حجمها مالهاش حل .. فقط نحتاج الى أن يضع كل طرف نفسه مكان الآخر .. وبكرر كلامي للوكلاء مرة ثانية وثالثة حافظوا على ولاء وانتماء العملاء لأن الخسائر في هذا الشأن سوف تكون جسيمة جدًا وقد تفقد مكانة وقيمة علامتك التي تكبدت من اجل الوصول اليها ملايين الدولارات .