الخميس 21 نوفمبر 2024

آخر الأخبار:

"Lynk & Co" تطلق "Z02" الكهربائية في الصين.. هل ستكون أولى طرازاتها في السوق المصري!! انطلاق علامة "إكسيد" رسميًا بالسوق المصري.. وتجميع سياراتها محليًا لأول مرة بزيادات تصل لـ15 ألف جنيه.. طرح موديلات 2025 من سيارات "شيري" المستوردة بالسوق المصري "بي واي دي" تحتفل بإنتاج 10 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة.. من بينها مليون وحدة في أقل من شهرين!! بدء تحويل السيارات الحكومية للعمل بالغاز الطبيعي.. وخطة لمضاعفة الأعداد لـ250 ألف سيارة بعد "جيتور T2" و"بايك BJ30".. هل ستكون "جيلي كاو بوي" المنافسة الجديدة في فئة الـOff-road بالسوق المصري!! قبل انطلاقها رسميًا غدًا.. الإعلان عن أسعار سيارات "إكسيد" المجمعة محليًا بالسوق المصري فولكس فاجن تستعد لطرح "تيجوان" الجديدة كليًا بالسوق الأمريكية.. بعد 5 شهور من تدشينها في مصر بإجمالي 27 ألف سيارة سنوياً.. الحكومة تناقش تجميع طرازين لـ"ستروين" بمصانع "الهيئة العربية للتصنيع" "نيسان" تطلق "N7" الكهربائية في الصين في تحدي لأشرس العلامات المحلية.. فهل تستطيع المواجهة!!

سمارت.. سيارة من رحم الساعات

smart-cars-logo
حجم الخط: ع ع ع

أسير وحيدًا عام 1999 في شارع "فيا دانتي"، واحد من أكثر الشوارع الرئيسية ازدحامًا في مدينة ميلانو الإيطالية، أمارس هوايتي في فرز السيارات، فتلك هي طريقتي الخاصة لقتل الملل، أجول بناظري لأتبين نوع كل سيارة، أحدد الطراز وأختبر نفسي في تحديد سنة الصنع والفئة، صالون، رياضية، دفع رباعي، فان، حتى وجدتها أمامي.. هي في الحقيقة أصغر من أن تكون سيارة كاملة، وأصغر حتى من أن توصف بسيارة مدينة من طراز الهاتشباك، لذلك اعتبرتها في هذا الوقت خارج التصنيف، واقتربت منها لأتعرف عليها.. بابان ومصدان ومقعدان وأربع عجلات صغيرة وسبويلر، هذا كل ما هنالك، إذا اعتبرنا وجود المصابيح والمحرك أمرًا مسلمًا به طبعًا.. وقفت أنظر لها متسائلًا، حتى عبرت من جانبي فتاة شابة يبدو أنها لاحظت حيرتي، فقالت باسمة وهي تشير إليها: إنها "سمارت".

البداية

بدأ طرف الخيط لحكاية سمارت في أواخر عام 1982، حيث كان عقل "نيكولا حايك Nicolas Hayek" -الرئيس التنفيذي لشركة "إس إم إتش SMH" المالكة والصانعة للعلامة التجارية "سووتش Swatch" المتخصصة في صناعة الساعات، والتي تعتبر من أكبر وأشهر الشركات العاملة في هذا المجال- يغزل فكرة جديدة حول صناعة السيارات، حيث بدا له أن شركات السيارات قد تجاهلت قطاعًا كبيرًا من العملاء الذين يحتاجون إلى سيارة مدينة صغيرة الحجم وأنيقة، وتحمل ميزات السلامة وتوفير الوقود، وهو ما سعى لتحقيقه على أرض الواقع، حيث أنشأ شركة "أيه جي حايك الهندسية Hayek Engineering AG" لتصميم سيارة ذات مقعدين ومحرك يكون موفرًا في الوقود، وهو ما عُرف بتصميم "سووتش موبيل Swatchmobile"، غير إنه عند اكتمال المشروع لم يرَ حايك ضرورة لمنافسة الشركات الكبرى المصنعة للسيارات، والدخول معها في نزال حول التصميم الجديد، بل قرر أنه من الأفضل أن يقوم بمشاركة أحدها في عملية التصنيع.

الشريك

كانت فكرة حايك لمشاركة إحدى شركات صناعة السيارات في حقيقتها هي فكرة موفرة لتكاليف إنشاء مصنع خاص لصناعة سمارت، كما إنها منحت السيارة الجديدة ميزة أخرى، وهي الاستفادة من هذا الشريك في عمليات التسويق والبيع، عن طريق استخدام منافذ توزيعه حول العالم، ولذلك كان توجه حايك إلى الشركات الكبرى القادرة على التصنيع والتسويق بشكل جيد في كل القارات، وهو ما تحقق في النهاية.. لكن بعد محاولات.
كانت أولى تلك المحاولات مع الشركة الأمريكية جنرال موتورز التي قابلت عرض حايك بالرفض، حيث إنها رأت أن المشروع غير مربح ماديًا، غير أن حايك لم ييأس وتقدم بالمشروع إلى مجموعة فولكس فاجن العملاقة التي استمرت في بحثه، حتى إن حايك قد أعلن يوم الثالث عشر من يوليو عام 1991 أنه قد توصل إلى اتفاق مع الشركة الألمانية لتطوير المشروع؛ تمهيدًا لعملية التصنيع، لكن بحلول عام 1993 واعتلاء "فرديناند بيش Ferdinand Piëch" منصب الرئيس التنفيذي في فولكس فاجن، بدا لحايك أن بيش لا يرغب في الاستمرار في المشروع، خاصةً بعد الإعلان عن مشروع فولكس فاجن الجديد الذي يحمل اسم "سيارة الثلاثة لترات three-litre car"، وهو المشروع الذي تقوم فيه فولكس فاجن ببناء سيارة ذات أربعة مقاعد وتستهلك ثلاثة لترات فقط لكل 100 كم، والذي رأت إدارة الشركة الألمانية في ذلك الوقت أنه يحمل ميزات أكبر من سمارت.
مع الوقت تأكد حايك أن إدارة فولكس فاجن لن تنفذ المشروع، فبدأ رحلة البحث عن شريك آخر، إلى أن تم الاتفاق مع مرسيدس-بنز على المشاركة فيه، وأعلن عن هذا الاتفاق في الرابع من مارس عام 1994 في مقر شركة مرسيدس-بنز في مدينة شتوتجارت" الألمانية، وقد نص على بناء "سيارة صغيرة Micro Compact Car" وأن تكون مشاركة شركة "إس إم إتش SMH" بنسبة 49 في المائة من رأس مال المشروع، وشركة مرسيدس-بنز بنسبة 51 في المائة، ليخطو المشروع أولى خطواته العملية.

الشعار

شعار سمارت يتكون من حرف C كبير، تعبيرًا عن كلمة "كومباكت Compact" التي تعني "مدمجة"، وعلى أطرافه سهم يشير إلى منهج التقدم والتطوير الذي تنتهجه الشركة منذ اليوم الأول، أما باقي الشعار فهو مكون من كلمة "سمارت smart" بالحروف الصغيرة، وهي تحمل معنيين في الحقيقة، المعنى الأول هو المدلول الواضح للفظة "سمارت" الإنجليزية التي تعني "الذكي" أو "النابه"، غير إن هناك معنى آخر قصدته الشركة بشكل خفي، فكلمة سمارت مكونة من حرف "إس S" وهو يعبر عن اسم شركة "سووتش" الشريك الأول في المشروع، وحرف "إم M" وهو يعبر عن اسم شركة مرسيدس وهي الشريك الثاني في المشروع، أما باقي حروف الاسم فهي تكون كلمة "آرت ART" والتي تعني "فن"، أي أن الاسم يعبر عن فن شركتي سووتش ومرسيدس.

المسار

في نهاية شهر إبريل عام 1994 تم افتتاح المكتب الرئيسي للشركة في مدينة "بيال Biel" بسويسرا، وفي مايو أعلنت الإدارة عن أربعة وسبعين موقعًا مقترحًا حول العالم لإنشاء خط تجميع السيارة سمارت، وفي العشرين من ديسمبر من نفس العام أعلنت الشركة عن اختيارها النهائي للموقع وهو مدينة "هامباخ Hambach" بفرنسا، في المصنع الذي أنشئ خصيصًا لهذا الغرض تحت اسم "سمارت فيل Smartville"، ومع بداية عام 1995 بدأت الشركة في اتخاذ نظام إدارة صناعية مبتكر، عن طريق وضع مقاييس معيارية للموردين، مما يجعل كل مورد خاضعًا لخطط التطوير التي تضعها الشركة الأم، وهو ما يوفر عليها تقريبًا نصف التكاليف المطلوبة في حالة ما قامت هي بكل خطوات التطوير لكل أجزاء السيارة..
لكن على الرغم من خطة تقاسم تكاليف التطوير مع الموردين وما توفره من نفقات، ظلت الشركة في حاجة لدعم مالي لإنتاج أولى نسخها التجارية، وهو ما تحقق بالفعل عام 1996 بعد إعادة رسملة شركة دايملر بنز، حيث ارتفعت حصة ملكيتها في "MCC" إلى حصة تقدر بواحد وثمانين بالمائة من رأس المال، وظلت شركة SMH تمتلك حصة أصغر كثيرًا تقدر بتسعة عشر في المائة منه..
وفي السابع والعشرين من شهر أكتوبر عام 1997 تم قص الشريط؛ إيذانًا بافتتاح مصنع تجميع السيارة سمارت بحضور كل من المستشار الألماني -آنذاك- "هيلموت كول"، والرئيس الفرنسي "جاك شيراك"، وكان من المقرر أن تظهر أولى نسخها في الأسواق في مارس عام 1998، غير إن الشركة أعلنت تأجيل ظهورها، وذلك لمعالجة بعض الأمور المتعلقة بنقطة ثقل السيارة، والتي قد تؤثر على كفاءتها عند السير في المنحنيات.. وفي أكتوبر من العام نفسه ظهرت نسخ سمارت لأول مرة في أسواق تسع دول أوربية، لتتحقق الفكرة أخيرًا على أرض الواقع.

في الأسواق

مع بداية انطلاق المشروع على الأرض، لم يشعر حايك أنه قد حقق التوقعات التي كان يحلم بها، خاصةً بعد اقتراحه تحويل المحركات الخاصة بسمارت إلى محركات هجينة، ورفض إدارة دايملر هذا الاقتراح في حينه، مما دفعه إلى بيع باقي أسهمه التي تملكها شركته في المشروع إلى شركة دايملر، لتصبح شركة سمارت مملوكة بالكامل لشركة دايملر، التي  ستندمج بعد فترة وجيزة مع شركة كرايسلر وتصبح دايملر-كرايسلر، وتقوم المالكة الجديدة بإغلاق مكاتب سمارت في بيال، وتوحيد عمليات التصميم والتطوير في "مركز تصميم إم سي سي بألمانيا MCC design center".

فورتو Fortwo

الطراز الأول الذي واجهت به سمارت العالم، وتم تصنيع الجيل الأول منه بين عامي 1998 و2002، جسم أقرب إلى تصميمات الهاتشباك –رغم إنه أصغر كثيرًا من الحجم المعتاد، طوله 2.5 متر، وعرضه 1.5 متر، أي أن مساحة الركن المتعارف عليها والتي تكون مخصصة لسيارة عادية واحدة يمكنها أن تسع ثلاث سيارات من سمارت، هذا بالإضافة إلى باب على كل جانب وثالث في الخلف، وثلاث اختيارات من المحركات أكثرها قوةً سعة 0.8 لتر وينتج قوة قدرها 61 حصانًا، وقد أصبح هو الطراز الأكثر نجاحًا والأكثر شعبية، والأكثر تعبيرًا عن الفكرة المميزة لسمارت، لذلك قامت الشركة بإنتاج جيل آخر منه بين عامي 2007 و2014، وجيل ثالث من عام 2014 وحتى الآن.

فورفور Forfour

طرازها الآخر الذي يبدو أحيانًا أنه تنازل عن الفكرة قليلاً، وهو أقرب بكثير إلى طرازات الهاتشباك المعروفة؛ فهو يحمل جسدًا أطول من الطراز الأول لسمارت، حيث يبلغ طوله 3.75 متر، وعرضه 1.6 متر، كما يتميز بأربعة أبواب جانبية مع باب خامس خلفي، وقد وُضع محركه في الأمام ويعمل بسعة لترية قدرها 1.5 لتر وينتج 109 أحصنة، ولقد تم إنتاج هذا الطراز في جيلين، الأول بين عامي 2004 و2006، أما الآخر فمن عام 2014 وحتى الآن.

------

قلة الحجم لا تعني بالطبع قلة الإمكانيات.. هذا ما تثبته سمارت في كل مكان حول العالم، فسياراتها تحمل كل تقنيات العلم الحديثة، ووسائل الحماية والأمان اللازمين لتوفير قيادة بعيدة عن المخاطر، وهو ما تسعى له الشركة دائمًا من خلال التطوير المستمر، صحيح أن سمارت ستظل قليلة الحجم، لكن .. من قال إن قلة الحجم تعني قلة الإمكانيات.

سمارت فورتو المكشوفة - 2005

 

سمارت فورجوي الاختبارية - 2013

 

سمارت فورفور - 2004

سمارت فورفور - 2015

 

هيكل سمارت فورتو - 2007

 

هيكل سمارت فورفور

 

نيكولاس حايك
اضافة اعلان
اضافة اعلان
اضافة اعلان
اضافة اعلان
اضافة اعلان


ذات صلة

هل هناك أضرار من تحويل السيارة للعمل بالغاز الطبيعى ؟

5:57 م الإثنين 18 يونيو 2018

سباك بريطانى يحول بي ام دابليو مستعملة لبانيو متنقل

6:44 م الأربعاء 13 يونيو 2018

ضبط قرود متلبسين بسرقة شاحنة فى تايلاند

2:40 م الخميس 31 مايو 2018

مازدا .. النجاح من رحم المعاناة

9:00 م الأربعاء 30 مايو 2018

تعرف على سكودا.. نجاح من رحم الغضب

9:00 م الأحد 13 مايو 2018

فوز تطبيق «En2l» للسيارات بجائزة التميز والإبداع في التكنولوجيا

12:01 م السبت 17 مارس 2018

إقرأ ايضا

لوسيد.. التطور السريع من تصنيع البطاريات إلى السيارات

1:12 م الأحد 13 سبتمبر 2020

في وداع شيفروليه أفيو.. رحلة المحبوبة الأمريكية أفيو في مصر؟

6:10 م الإثنين 24 أغسطس 2020

بعد إحياء التصنيع مجددًا.. تعرف على تاريخ شركة النصر للسيارات

12:05 م الإثنين 22 يونيو 2020

قصة صعود شركة بيجو الفرنسية للسيارات واختيار الأسد شعارا لها

5:52 م السبت 06 يونيو 2020

قصة "ميني كوبر".. قناة السويس السبب في اختراعها

10:48 ص الإثنين 11 نوفمبر 2019

كسرت خوف زوجها مؤسس "مرسيدس بينز".. قصة أول إمرأة تقود السيارة

11:47 ص السبت 02 نوفمبر 2019