"ميني كوبر" السيارة التي يتهافت عليها الكثير من الشباب وخاصة الفتيات، حيث يجدوا فيها سيارة أحلامهم، فتصميمها الحديث والعملي يجعلها أيقونة مميزة في عالم السيارات، فهي في بادئ الأمر لم يكن الغرض من وراء تواجدها في الأسواق التنافس مع كبرى الشركات العالمية للسيارات مثلما هي عليه الآن، حيث صنعها المهندس "أليكس اسيجانيس" لتخرج بلاده بريطانيا من ضائقة ضخمة كانت تواجها حينذاك.
حيث كانت بريطانيا في ذلك الوقت تشهد أزمة كبيرة في احتياطي النفط لديها، وذلك بعد مناوشات مع مصر على ملكية قناة السويس لتمنع الأخيرة مرور ناقلات النفط المتعلقة بها من خلال قناتها، مما دفع مدير شركة المحركات البريطانية أن يخلق تحديا بين مهندسيه فطلب منهم اختراع سيارة تعمل على توفير الوقود على عكس السيارات المنتشرة في ذلك العهد؛ والتي كانت تستهلك كمية باهظة من الوقود.
وضع المهندس "أليكس اسيجانيس" نصب أعينه على ذلك التحدي حيث عمل على اختراع سيارة "ميني كوبر" أو "ميني" كما كان أسمها في بداية تصنيعها؛ والتي كانت طفرة كبيرة حينها في قطاع صناعة السيارات، فكان وزنها أقل من السيارات المنتشرة بـ22%، ومساحتها الداخلية المخصصة للركاب تساوي 88% من مساحة السيارة الكلية لتكون عملية بالنسية للركاب.
ومع تداول أخبار سيارة "ميني" التي صنعها المهندس " أليكس اسيجانيس" وإثارتها لذلك الجدل الكبير، قرر "جون كوبر" المتخصص في صناعة السيارات تطوير تجربة السيارة ليخوض بها المسابقات، فتفوز بسباق الرالي ثلاث مرات، فيصبح الطلب عليها مضاعفا، وتنتج المصانع البريطانية آلاف الوحدات منها ويتطور تصميمها مع مرور السنوات لتصبح منافسا قويا على ساحة قطاع السيارات حول العالم.