لا يمكنك أن تبقى جامدًا دون أن تتطور وتواكب العصر، فالتغيير هو سمة الحياة وربما كان دليلاً عليها، ولأن عالم السيارات جزء من عالمنا كان من الطبيعي أن تمتد إليه تلك القاعدة فتجعل من التغيير أهم سماته، وهو ما نراه على السيارة سيراتو التي قدمتها كيا في معرض ديترويت الدولي للسيارات لتفتتح بها الجيل الثالث في مسيرة بدأت عام 2008، فقد حصلت على تغييرات خارجية وداخلية وتقنيات مساعدة لسائقها تجعلنا نصدق أن الإصدارات التي أطلت منها في السنوات الماضية كانت الهدوء الذي يسبق العاصفة، وقد حانت عاصفة التغيير كما سنرى عبر السطور التالية..
التصميم الخارجي
يمكنك أن تعرف مواطن التغيير الذي طرأ على سيراتو من النظرة الأولى، فهي تبدو واضحة على المقدمة بكافة تفاصيلها، فازدادت الخطوط التي تحفر مسارات للهواء على جانبي غطاء المحرك، ليضيف ذلك مظهرًا قويًا بالإضافة إلى تحسين الديناميكا الهوائية، وعلى الرغم من احتفاظ السيارة بشبكة أنف النمر المميزة لكافة سيارات كيا، فإن الشبكة نفسها قد أصبحت أضيق وتحرر جانباها من الإطار اللامع كأنما ترغب في الانسياب خارجه، وتغير تصميم فتحاتها لتبدو أقرب إلى فتحات شبكة الصيد، وعلى جانبيها استقرت عينان أقصر من الموجودتين في الطراز السابق وقد حصلت كل منهما على زاوية علوية ضيقة مسحوبة..
أما في الجزء السفلي فقد اتسعت الشبكة السفلية وتحول مصباحا الضباب إلى الشكل الدائري، واندمجت إشارات الانعطاف في فتحتين كبيرتين على جانبي المصد، وهو نفس ما حدث في المؤخرة ليحصل المصد على لمسة أناقة تميزه عن نظيره في الطراز السابق، بينما تغير تصميم المصباحين الخلفيين ليصبحا أشبه بنظارتين من خيوط LED يربطهما خط ضوئي أفقي.. باختصار لم تعد تلك سيراتو التي ألفنا مظهرها فيما مضى، بل صارت رياضية وشبابية أكثر بكثير.
التصميم الداخلي
امتدت لمسات التغيير إلى الداخل فمنحت المقصورة سنتيمترات إضافية طولاً وعرضًا وارتفاعًا، وهو ما انعكس على المساحة المخصصة للرؤوس والأقدام لتصبح أوسع، وتغير تصميم لوحة القيادة بشكل كلي فحصلت على خطوط أفقية تعزز الإحساس بالاتساع، مع عدد قليل من الأزرار التي استقرت أسفل شاشة لمسية ملونة قياس 8 بوصة تقف فوق لوحة القيادة، وتغير شكل فتحات المكيف لتصبح دائرية أنيقة، بينما أصبحت عجلة القيادة أكثر بساطة بمجموعة محدودة من أزرار التحكم في وظائف الترفيه.. وبشكل عام تساعد الخطوط الأفقية المميزة للتصميم الجديد في بث شعور بالراحة لدى ركاب السيارة، وتتميز المقاعد في الإصدار الجديد بإطارات قوية خفيفة الوزن توفر وضعية جلوس أكثر راحة..
وحصلت سيراتو على مجموعة من أنظمة مساعدة السائق، منها مساعد حفظ الحارة المرورية، ونظام المساعدة على تجنب الاصطدام الأمامي، ونظام التحكم الذكي بالسرعة، بالإضافة إلى تثبيت السرعة التكيفي والتحذير من الاصطدام عند النقطة العمياء.
الأداء
يبدو أن عاصفة التغيير قد توقفت قبل أن تبلغ محرك سيراتو، فهي تأتي بنفس محرك الجيل الثاني منها، وهو رباعي الأسطوانات سعة 2 لتر قادر على توليد 147 حصانًا، ويتصل بناقل حركة يدوي ذي ست سرعات بينما يتوفر خيار يتمثل في ناقل حركة أوتوماتيكي CVT.
------
بعد سنوات قضتها سيراتو في هدوء دون تغيير يذكر وبخطوط مألوفة لا تكاد تتغير، تطرحها صانعتها في جيلها الثالث بتغييرات جذرية منحتها مظهرًا عصريًا ومليئًا بالحيوية، لتخبرنا أن عاصفة التغيير قد بدأت.. ويبدو أنها لن تتوقف.