تمتد سنوات العمر وتكثر معها دروس الحياة ما بين نجاحات وإخفاقات، طموح وإحباط، يوم على قمة ويوم في القاع، وهكذا كانت الحياة الطويلة للسيارة "جيتا Jetta" التي أنتجتها فولكس فاجن منذ عام 1979 وامتدت في ستة أجيال كاملة، ولكن بدا أن السنوات الأخيرة لم تكن الأفضل في تاريخها بعد أن قررت صانعتها تخفيض مستوى الخامات المستخدمة في المقصورة مثل التخلي عن الكساء الجلدي للمقاعد؛ وذلك بهدف تقليل تكاليف الإنتاج والمنافسة بسعر أقل لرفع معدل المبيعات، لكن هذه التعديلات أخرجت جيتا من تصنيفها داخل فئة السيارات الفاخرة، ومؤخرًا بعد أن أصبحت على مشارف الأربعين من عمرها كان الكشف عن الجيل السابع منها، وإيذانًا بالعودة بقوة إلى الصفوف الأمامية.
جاءت جيتا الجديدة أكبر حجمًا من الجيل السابق، ولوهلة تبدو ملامحها مستوحاة من شقيقتيها باسات وأرتيون، إلا أنها حصلت على نظراتها الخاصة التي أطلت من خلال زوج من المصابيح مع تعرجات وخطوط داخلها تتوهج بتقنية LED منحتها طابعًا حادًا بعض الشيء، وبينهما استقرت شبكة أمامية عملاقة احتلت تقريبًا النصف العلوي للواجهة، وفي الأسفل انفصل مصباحا الضباب عن الشبكة السفلية ليستقل كل منها في مقر مخصص له على الجانبين، فيما امتدت من أسفلهما أطراف ضيقة من الشبكة السفلية كأنها تتلمس طريقها إلى الجوانب دون مضايقة مصابيح الضباب..
من الجانبين بدا السقف منخفضًا بعض الشيء ليوحي بلمسة الكوبيه الرياضية، أما من الخلف فقد جاءت التعديلات الجديدة مشابهة إلى حد كبير للسيارة أودي A4، خصوصًا تصميم المصابيح التي يمتد من جانبها جزء ضيق باتجاه المنتصف وكذلك باب الصندوق الخلفي البارز عما أسفله، وفي الأسفل استطالت فتحات العادم على جانبي المصد الخلفي في شكل شبه منحرف ويحيط بها إطار فضي أنيق.
في الداخل منحتها فولكس فاجن خامات ثمينة ذات جودة عالية وملمس فاخر، وقد تخلت لوحة القيادة عن مظهرها الوقور السابق لتتحول إلى تصميم أكثر جرأة بخطوط وزوايا متعرجة كما في المصابيح الأمامية، كما جاءت فتحات المكيف وصفوف الأزرار مائلة بينما حافظت عجلة القيادة على شكلها وموضعها..
وفي الجيل السابق كانت جيتا تتمتع بخيارات متنوعة من المحرك، لكن صانعتها فضلت الاستمرار بمحرك واحد فقط رباعي الأسطوانات سعته 1.4 لتر متصل بشاحن تيربو، بحيث تصل قدرته الحصانية إلى 148 حصانًا، ويتوفر الآن ناقل حركة جديد سداسي السرعات يدوي، أو آخر أوتوماتيكي ذي ثماني سرعات.