خلال ما يقرب من 21 عاماً، تمكنت مرسيدس من بيع مليوني نسخة من موديل الفئة GLE التى ظهرت فى البداية بإسم الفئة M عام 1997 قبل أن يتم تغيير أسهما قبل سنوات.
تغير الوضع اليوم فى قطاع مركبات SUV الفارهة، فقبل سنوات كانت المنافسة مقتصرة على عدد محدود من الموديلات على رأسها موديل بي أم دبليو X5. أما اليوم فبات الوضع مختلفاً حيث زاد عدد المنافسين ومعه بات الاحتفاظ بالقمة صعباً.
عملت مرسيدس على تحقيق ذلك كي تحافظ أفضل مركبات SUV التى تنتجها مبيعاً على أدائها السابق، فقامت بتطوير الجيل الرابع الذى تقدمه اليوم من الصفر وكان ذلك ضمن برنامج هندسي للشركة شمل أيضاً تطوير موديلي الفئة GLE كوبيه والجيل الثالث من الفئة GLS وهما الموديلين الذين ستقدمهما الشركة فى الأسواق خلال العام القادم.
دفع مرسيدس للقيام بذلك أن قدرات سيارة الجيل الثالث على المنافسة كانت قد بدأت تضعف أمام أجيال جديدة من موديلات أودي Q7 وبي أم دبليو الفئة الخامسة ورينج روفر سبورت، فكان التغيير الجذري ضرورياً.
المفاجأة فيما قامت به مرسيدس تمثل فى كم التقنيات التى زودت بها الشركة تلك المركبة الجديدة والتى لا تتوافر حتى لموديل الفئة ٍS أفخم موديلات الشركة على الإطلاق، أو أي موديل أخر لمرسيدس. والمتوقع أن تكسب مرسيدس هذا الرهان بموديل يبدو رائداً من حيث التطور التكنولوجي بين موديلات مرسيدس.
من المعاينة الأولية للسيارة، يمكن بوضوح ملاحظة نمو حجم الجيل الجديد عن سابقه، حيث زاد الطول عن الجيل السابق بنحو 105 ملليمتراً ليصل الطول الإجمالي للسيارة إلى 4924 ملليمتراً، فى حين زاد طول قاعدة العجلات 80 ملليمتراً ليصل طولها الإجمالي إلى 2995 ملليمتراً. وترتب على تلك الزيادة شكل مختلف ومساحات داخلية أكثر رحابة.
يتعزز الشعور بالتغيير الجذري فى مقصورة السيارة الجديدة من أبواب السيارة كبيرة الحجم إلى محتويات المقصورة التى تقول الشركة أنها جديدة أو أعيد تصميمها بالكامل مع تركيز واضح على الفخامة يتعزز بالتصميم الجديد للمقاعد التى باتت توفر مستويات أفضل للراحة والمواد الفخمة المستخدمة عن أي وقت مضى.
تصميم التابلوه متعدد الطبقات فى GLE الجديدة يحمل تصميماً مختلفاً عن باقي سيارات الشركة ويظهر ذلك فى فتحات التهوية المربعة بدلاً من الدائرية فى كافة موديلات الشركة. وأمام السائق يظهر فى الجزء العلوي لوحة رقمية بها شاشتين مقاس 12.3 بوصة بدرجة نقاء عالية لبيانات القيادة والنظام المعلوماتي الترفيهي الذى سيتم التحكم فيه من خلال نظام تشغيل MBUX الخاص بمرسيدس – بنز مع شاشة تعمل باللمس ووظائف يتم التحكم فيها بالإيماءات مع إمكانية التحكم فى تلك الوظائف باللمس من خلال عجلة القيادة ولوحة كبيرة تعمل باللمس فى الكونسول الوسطي للتحكم فى نفس الوظائف.
التقنيات الجديدة تظهر بوضوح فى شاشة عرض أمامية على الزجاج الأمامي بجودة عالية ومساحة عرض تصل إلى 45 X15 سنتيمتراً. ويتوافر للسيارة أيضاً نظام نشط لتوقف وسير المركبة يسمح بنظام قيادة شبه ذاتية أثناء الزحام المروري وهو واحد من مجموعة برامج لمساعدة السائق فى الموديل الجديد.
المميز فى الجزء الأمامي من المقصورة أيضاً هو أتسعاه النسبى بمساحات إضافية، فضلاً عن أن القوائم الأمامية المستقيمة نسبياً تمنح السائق والراكب الأمامي بيئة أفضل للقيادة، ناهيك عن توفير وضع جيد لمقعد السائق يتيح له رؤية أفضل للطريق. وفى الجزء الخلفي من المقصورة زادت المساحات أيضاً حيث ساهم زيادة طول قاعدة العجلات فى توفير 69 ملليمتراً إضافية لأقدام ركاب المقعد الخلفي. ربما العنصر السلبي الوحيد هو أن مساحة صندوق الأمتعة انخفضت بحوالي 60 لتراً لتصل إلى 630 لتراً فى حالة وجود الصف الثاني من المقاعد التي يمكن إعادة ضبطها كهربياً على ستة أوضاع. ومع تحريك الصف الثاني من المقاعد لأقصى نقطة ممكنة للأمام، تزيد المساحة إلى 825 لتراً وتصل إلى 2225 لتراً عند طي المقاعد الخلفية بالكامل.
يعتمد الجيل الرابع من GLE على منصة هيكلية جديدة تقول الشركة أنها توفر صلابة تزيد بنسبة 33% عما كان متاحاً للجيل السابق. كما تعتمد السيارة على نظام تعليق محدث مكون من جريدة مزدوجة فى المقدمة ووصلات متعددة فى المؤخرة.
ضمن الكماليات يتاح للموديل نظام تعليق نشط متطور وهو تطوير لنظام تعليق ايرماتيك ويعمل هذا النظام بالتعاون مع نظام كهربائي بقوة 48 فولت وكاميرا ستريو تستخدم لمسح الطريق لتوفير أفضل ضبط فردي لمكونات نظام التعليق لكل عجلة على حدة مما يوفر أفضل مستوى ممكن لجلوس مريح داخل المقصورة بمنع الشعور بوعورة الطريق.
يتوافر الموديل بخيارات متعددة للمحركات منها ثلاث محركات ديزل علاوة على محرك ذى ست سلندرات سعة 2.9 مع شاحن تيربو فى طراز GLE 450 4MATIC. وتصل قوة هذا المحرك إلى 362 حصاناً مع عزم أقصى يبلغ 500 نيوتن متر، مع نظام لتوليد الكهرباء بقوة 48 فولت يمكنه زيادة عزم السيارة بحوالي 250 نيوتن متر وقوتها بحوالي 22 حصاناً إضافية لفترات قصيرة من خلال تعزيز EQ أو إعادة توليد الطاقة، ما يتيح توفير للطاقة لم يكن متاحاً من قبل سوى للسيارات المزودة بتقنية الوقود الهجين. ويتم توصيل القوة للعجلات الأربع من خلال ناقل أوتوماتيكي جديد لتسع سرعات.