كثيرة هي الأمثال التي تشير إلى تشابه الابن مع أبيه، ولعل من أشهرها "مَن شابه أباه فما ظلم" و"هذا الشبل من ذاك الأسد"، كما يمتلك كل بلد عربي تقريبًا أمثلة بلهجته تتحدث عن نفس المعنى، وإذا كان المقصود بتلك المقولات هم البشر فإن ذلك لا يعني أن فحواها لا ينطبق على عالم السيارات.. هل يبدو الأمر غريبًا بالنسبة إليك؟ انظر إذًا إلى السيارة أكسنت من هيونداي في إصدارها الجديد الذي يدشن بداية الجيل الخامس.. لقد بنتها صانعتها على ملامح مستمدة من إصداراتها السابقة، وهو ما يعني أنها تحمل الصفات الجينية لأسلافها الذين سبقوها إلى الأسواق في أربعة أجيال بدءًا من عام 1994، كما حصلت على ملامح وتفاصيل جديدة تثبت أن التطور أمرٌ حتمي حتى في ذلك العالم الذي قد يحسبه البعض جامدًا بينما هو يموج بالحياة..
التصميم الخارجي
يعكس جسم أكسنت ما تحدثنا عنه من مزج الصفات الجينية للأسلاف مع التفاصيل الحديثة؛ فهو يحمل نفس الخطوط المحفورة الموزعة على الجانبين وغطاء المحرك لتساهم في توزيع الهواء بدقة وانسيابية، كما احتفظ بتصميم السقف الذي ينحني بحدة نحو المؤخرة المرتفعة قليلاً لتبرز انخفاض المقدمة النسبي، مما يساهم بدوره في انطلاق السيارة عبر الهواء دون مقاومة كبيرة..
أما الإضافات الجديدة فيمكنك أن تلاحظها في السبويلر الأمامي الذي يساهم في صنع قوة ضاغطة سفلية تمنح السيارة مزيدًا من الثبات، والشبكة الأمامية التي أصبحت واسعة لتسمح بتبريد أفضل للمحرك، كما أُحيطت بإطار من الكروم اللامع بدا متألقًا مع الإطارين اللذين أحاطا بمصباحَي الضباب الدائريين حديثي التصميم، ورغم التشابه الواضح بين عينَي الإصدار الحديث والإصدار السابق فإن العينين الحاليتين حصلتا على خطوط أنعم وأقل حدة مع كريستالات LED.. أما في المؤخرة فيبدو واضحًا أن المصباحين قد حصلا على تصميم جديد أضيق وأكثر توهجًا.
التصميم الداخلي
لم تحتفظ مقصورة أكسنت الجديدة بشيء من ملامح مقصورة الإصدار السابق سوى المقاعد، التي يأتي كلٌ منها مزودًا بجوانب تحتضن جسد الراكب لمزيد من الراحة، وهي مكسوة بمزيج من الجلد والقماش، كما يمكن طي الصف الخلفي منها عند عدم الحاجة إليه لتوفير مساحة تخزين أوسع.. أما لوحة القيادة فقد تغير تصميمها لتستقر في منتصفها شاشة لمسية ملونة TFT LCD قياس 5 بوصة –وتتوفر بخيار 7 بوصة- وأحاطت بها على الجانبين فتحتان لهواء المكيف، واستقرت أسفلها مجموعة من الأزرار المرتبة حسب وظيفتها، أما عجلة القيادة ثلاثية الأذرع فقد ظلت كما هي لكن الذراع السفلية أصبحت أقصر..
وتتيح هيونداي في سيارتها خاصية Proximity Key التي تتيح فتح السيارة وبدء تشغيل المحرك عند اقترابك منها بمسافة قريبة، دون الحاجة لأن تُخرج المفتاح من جيبك، كما تتمتع أكسنت بنظام ترفيه ومعلومات يتصل بالشاشة اللمسية، التي توفر أيضًا الاتصال بنظامَي تشغيل كاربلاي CarPlay وأندرويد أوتو Android Auto لتتمكن من توصيل هاتفك الذكي بها.
الأداء
تأتي أكسنت الجديدة بمحرك رباعي الأسطوانات سعة 1.6 لتر هو نفس المحرك الذي منح القوة للإصدار السابق، وهو قادر على توليد 130 حصانًا ويتصل بناقل حركة يدوي ذي ست سرعات أو ناقل أوتوماتيكي سداسي السرعات، وقد عملت هيونداي على تحسين استهلاك السيارة للوقود.