يُعد الاستثمار في مجال السيارات الكهربائية بمثابة مجازفة كبيرة أمام وكلاء السيارات في السوق المصري، فالمستهلك ما زال يُهيب تلك الفئة من السيارات حيث اعتاد على نظيراتها من التي تعمل بالوقود أو الهايبرد وغيرهما من بدائل متوفرة في سوق السيارات المصري، وعلى الصعيد الآخر فمن وجهة نظر البعض فالبنية التحتية غير كفيلة باستيعاب السيارات الكهربائية، كما أن الحكومة لم تمنحها التسهيلات الكافية، إلا خلال الأيام القليلة الماضية حين فتحت باب الترخيص الدائم لها بدلًا من التراخيص المؤقتة التي كانت تُمنح بصورة شهرية.
التراخيص المؤقتة والتي كانت تضطر مالك السيارة الكهربائية باقتياد سيارته الكهربائية شهريًا لتخليص أوراق التراخيص جعلت الكثير من مستهلكي السوق المصري يعزف عن شراء السيارات الكهربائية،"فالتجربة خير دليل"، ولكن مع صدور قرار منح التراخيص الدائمة سيتشجع الكثير من محبي السيارات الكهربائية إلى الشراء، ولكن هل ستتغير سياسة وكلاء علامات السيارات في مصر فيما يتعلق بمجال توسعة بيئة الاستثمار في السيارات الكهربائية فأغلبهم لم يستقطبوا بعد تلك الشريحة في السوق المصري؟
"لسة مش في الخطة" بتلك الإجابة افتتح شريف فهيم، مدير تسويق علامة كيا الكورية في السوق المحلي، حديثه عند سؤاله عن نية كيا في طرح سيارات كهربائية الفترة المقبلة في السوق المصري بعد قرار منح التراخيص الدائمة للسيارات، لافتًا أن هناك معوقات عديدة تجعلهم يتأنوا في اتخاذ تلك الخطوة.
وأضاف فهيم خلال تصريحات خاصة لـ "عالم السيارات" أن السيارات الكهربائية الموجودة في السوق المصري أغلبها من فئة المستعمل والتي تعتبر زهيدة السعر مقارنة بالزيرو، حيث إن معظم الوكلاء لم يتخذوا خطوة استيراد سيارات كهربائية؛ بسبب التسعيرة التي لا تتناسب مع المستهلك في مصر، قائلًا:" المستهلك بيقارن بينها وبين البنزين قبل شراؤها والكفة عادة ما تميل للوقود العادي".
كما أشار أن تطبيق حوافز على السيارات الكهربائية من قِبل الحكومة المصرية سيغير من سياسة الوكلاء فيما يتعلق بتلك لشريحة من السيارات، وسيفتح مجال للمنافسة في لسيارات الكهربائية بين الوكلاء، مشيرًا أن البنية التحتية سواء من محطات شحن أو مراكز صيانة غير كافية حتى الآن، مبررًا بأن المسثمرين لم يجدوا مناخ جيد لسياستهم الربحية يضخوا أموالهم فيه.
وفي سياق متصل قال حسن الإسكندراني، مدير تسويق علامة هوندا اليابانية في السوق المحلي، إن الشركة الأم لعلامته لم تخصص سيارات كهربائية بتجهيزات تتلائم مع الظروف المناخية في مصر حتى الوقت الحالي، مشيرًا أن الفترة المقبلة سوف يسعى الوكيل لمخاطبتهم من أجل رسم خطة لمستقبل تلك الفئة من السيارات في شرائح سيارات هوندا في مصر.
وأضاف الإسكندراني خلال حديثه لـ "عالم السيارات" أن قرار منح التراخيص المؤقتة إيجابي للسيارات الكهربائية، ولكن لا زال ينقصنا زيادة محطات شحن السيارات حتى يطمئن العميل، مضيفًا أن هناك فارق سعر كبير بين السيارات التي تعمل بالوقود ونظيرتها الكهربائية الأمر الذي يجعل بعض العملاء تعزف عن شراء السيارات الكهربائية.