"الأوفر برايس" ظاهرة اعتاد عليها المستهلك في سوق السيارات المصري، وتخضع لقانون العرض والطلب، فهي تُعني تطبيق زيادة قيمة بعض الطرازات لدى تُجار وموزعي السيارات عن سعرها الرسمي المُحدد من قِبل الوكيل صاحب العلامة، وذلك عند نقص المخزون منها لدى التُجار مع زيادة طلب المستهلك.
من جانبه قال اللواء رأفت مسروجة، الرئيس الشرفي لـ مجلس معلومات سوق السيارات "أميك"، إن "الأوفر برايس" ظهر نتيجة السياسة التي يتبعها وكلاء السيارات في السوق المصري من أجل "تعطيش السوق"، حيث يستوردوا بكميات قليلة عن المتاح لهم من الشركة الأم، وذلك لضمان نفاد الكمية وتفادي وضعها في المخازن وبيعها بخصومات للمستهلكين.
وأضاف مسروجة خلال تصريحات خاصة لـ "عالم السيارات" أن القوة الشرائية للسوق المصري تتخطى حجم المعروض من السيارات، لافتًا أن لولا تخوف وكلاء السيارات من جلب شحنات سيارات كثيرة تلبي حاجة السوق لاختفت ظاهرة "الأوفر برايس" التي تتفاقم كلما نقص حجم المعروض من السلعة مقابل المطلوب.
كما نوه الرئيس الشرفي لـ مجلس معلومات سوق السيارات "أميك"، أن حملات المقاطعة لم تُجدِ ثمارها في القضاء على ظاهرة "الأوفر برايس"، مشيرًا أنه يتوجب تشديد الرقابة على المعنيين بعرض سلعة السيارات للمستهلك المصري.
فيما ناشد وكلاء السيارات بضرورة استيراد كميات كبيرة لتغطية احتياجات السوق المصري، التي تتعطش لسلعة السيارات، مع ضبط الأسعار والتحكم في القضاء على ظاهرة "الأوفر برايس".
وفي هذا الصدد ناشد أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تُجار السيارات في السوق المصري، الحكومة بضبط قطاع السيارات المصري، من خلال سنّ قوانين تضبط تسعيرة السيارات في مصر وبالتالي القضاء على ظاهرة "الأوفر برايس".
كما أشار خلال تصريح خاص لـ "عالم السيارات" أن ازمة فيروس كورونا المُستجد، أثرت على صناعة السيارات عالميًا، حيث اضطر المصانع للإغلاق أو تقليل حجم الإنتاج، مشيرًا أنه ترتب على تلك القرارات نقص في سلعة السيارات على مستوى دول العالم.
وتابع: أن نقص المخزون بسبب التبعات التي نتجت عن أزمة كوفيد-19 تسبب في تفاقم ظاهرة "الأوفر برايس" الآونة الأخيرة، لافتًا أن قبل الأزمة كان السوق يشهد تطبيق زيادة غير رسمية على طرازات محدودة، أما الآن فتطبق على غالبية الطرازات حتى مع ضعف الطلب عليها.
وفي سياق متصل أشار منتصر زيتون عضو رابطة تُجار السيارات، خلال تصريحات سابقة لـ"عالم السيارات"، إن هناك سببين وراء استمرار ظاهرة "الأوفر برايس" رغم الزيادة الرسمية التي نالت من طرازات عديدة في السوق المصري، الأول هو تمسك الموزع بالهامش الربحي الذي يحقق دون الرغبة في الاستغناء عنه لصالح المستهلك، وذلك على الرغم من ارتفاع تلك الهامش مع زيادة السعر الرسمي للسيارة.
الجدير بالذكر أن من بين الطرازات التي يُطبق عليها "الأوفر برايس" لدى تُجار وموزعي السيارات، طرازات، نيسان قشقاي تراوح ما بين 15 إلى 20 ألف جنيه، سكودا كودياك وصل إلى 40 ألف جنيه، سكودا أوكتافيا A8 ووصل إلى نحو 40 ألف جنيه، علاوة على تويوتا كورولا بقيمة 20 ألف جنيه، وتويوتا فورتشنر بقيمة 40 ألف جنيه، وغيرهم.